كشفت وزارة الخارجية الباكستانية أمس عن اعتزام إسلام آباد إجراء محادثاتٍ مع كابولوالأممالمتحدة لنقل لاجئين أفغان إلى مخيمات في بلادهم «بعد انخفاض أعداد العائدين هذا العام». وأفادت الوزارة، في بيانٍ لها، بنيَّتِها التواصل مع أفغانستان فوراً على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، بينما ذكرت الوزارة الباكستانية المعنيَّة بالمناطق الحدودية أنها ستتعاون مع المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين ووزارة اللاجئين الأفغانية. وستركِّز المحادثات على نقل اللاجئين الأفغان تدريجيّاً إلى مناطق أكثر أماناً وهدوءاً «حيث يجب أن تنشئ الحكومة الأفغانية أماكن لإقامتهم»، بحسب وجهة نظر إسلام آباد. وتضمُّ باكستان ثاني أكبر عددٍ من اللاجئين على مستوى العالم، إذ يبلُغ عدد المُسجَّلين منهم 1.5 مليون إضافةً إلى نحو مليون غير مُسجَّلين، وهم من أفغانستان المجاورة فرَّ معظمهم من الاحتلال السوفيتي لبلادهم في الثمانينيات. وتفيد الأممالمتحدة بأن عدد الأفغان الذين عادوا طوعاً من باكستان انخفض إلى نحو 6 آلاف، وهو ما يقلُّ كثيراً عن عددهم العام الماضي الذي بلغ 58 ألفاً و211. وعلى الأرجح؛ يرتبط انخفاض العدد بتفاقم العنف في أفغانستان حيث تحارب الحكومة وحلفاؤها الأمريكيون متشددي حركة طالبان. بدوره؛ أكد الوزير الأفغاني لشؤون اللاجئين وإعادة التوطين، حسين علمي بلخي، عِلمه بتعرض اللاجئين لمضايقات وصعوبات. وقال «نحن نعمل مع السلطات الباكستانية لمعالجة هذه المشكلات»، متحدثاً عن خططٍ لعقد اجتماع ثلاثي في ال 19 من يوليو مع باكستان ومفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين. وسمح رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، أمس الأول بمد إقامة 1.5 مليون لاجئ مسجَّل ل 6 أشهر إضافية. وجاء التمديد بعدما قال مسؤولون إن ما لا يقل عن 500 لاجئ أفغاني اعتُقِلوا في إقليم خيبر بختون خوا الحدودي «شمال غرب باكستان» وتم ترحيلهم كونهم يمثلون تهديداً أمنيّاً. وأفادت صحيفة «دون» الباكستانية باعتقال أكثر من ألفي لاجئ في الشهر الأخير وترحيل 400 إلى أفغانستان. إلى ذلك؛ أكد مسؤولون باكستانيون أمس قتل القوات الأمنية 3 متشددين في بداية حملةٍ على جماعةٍ طائفيةٍ متشددةٍ في إقليم بلوخستان «جنوب غرب» بعدما تعرَّض الأمن إلى سلسلة هجمات. وكانت الجماعة المتطرفة «عسكر جنجوي» التي نشأت في إقليم البنجاب أعلنت مسؤوليتها عن قتل 4 أفراد شرطة بالرصاص الثلاثاء الماضي و4 من جنود قوات حرس الحدود شبه العسكرية في مدينة كويتا أمس الأول. وأبان المتحدث باسم قوات حرس الحدود، خان واسي، أن الحكومة قرَّرت في اجتماعٍ عُقِدَ مساء الأربعاء شن عملية عسكرية ضد «عسكر جنجوي». وأوضح خان واسي «قُتِلَ 3 إرهابيين ينتمون إلى عسكر جنجوي في اشتباكٍ مسلحٍ مع حرس الحدود ورجال المخابرات». ووفقاً له؛ وقع الاشتباك خلال عملية تفتيش في الساعات الأولى من صباح الخميس. وفي العام الماضي؛ قتلت الشرطة زعيم «عسكر جنجوي» مالك إسحق في إشارةٍ إلى تحولٍ في استراتيجية إسلام آباد تجاه الجماعة. وأدان رئيس وزراء بلوخستان، سناء الله زهري، مقتل أفراد الشرطة والجنود، متعهداً «سوف تتخذ إجراءات صارمة ضد الإرهابيين ومؤيديهم». ومنذ فترةٍ طويلة؛ يشهد بلوخستان أفقر أقاليم باكستان وأقلّها تطوراً تمرداً انفصاليّاً.