قتل جيش الاحتلال أمس فتاةً فلسطينيةً بدعوى تنفيذها هجوماً، فيما صلَّى أكثر من ربع مليون شخص في المسجد الأقصى في ثالث جُمعِ شهر رمضان. وذكر جيش الاحتلال أن جنوداً فيه قتلوا بالرصاص امرأةً بزعمِ صدمِها بسيارتها سيارةً متوقفةً قرب مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة ما أدى إلى إصابة شخصين كانا في داخلها. وقالت متحدثة عسكرية إسرائيلية «القوات في الموقع ردت وأطلقت النار على المهاجمة مما أدى إلى مقتلها». ولم يُدلِ مسؤولون فلسطينيون بتعليقٍ فوري على الحادث، لكن الرواية الإسرائيلية لا تحظى عادةً بمصداقية كبيرة. والشهيدة هي مجد عبدالله خضور (18 سنة)، وتتحدر من بلدة بني نعيم. وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» أن الفتاة استُشهِدَت في جريمة إعدام ميداني جديدة عند الشارع الالتفافي (رقم 60) في منطقة البقعة قرب مستوطنة كريات أربع شرقي الخليل. ومُنِعَت الطواقم الطبية الفلسطينية من الدخول، إذ أغلق الاحتلال المنطقة، بحسب الوكالة. وخلال الأشهر الثمانية الأخيرة؛ قتلت قوات الاحتلال 198 فلسطينيّاً على الأقل بينهم 135 زعمت تنفيذهم هجمات، أما الآخرون فاستُشهِدوا خلال احتجاجاتٍ ومناوشات. فيما قُتِلَ خلال الفترة نفسها 32 إسرائيلياً وأمريكيَّين اثنين. وتفاقم الإحباط لدى الفلسطينيين بسبب الاحتلال المستمر منذ 48 عاماً لأراضيهم التي يسعون لإقامة دولة مستقلة عليها. وزاد من غضبهم توسيع المستوطنات على هذه الأراضي التي احتُلَّت عام 1967. إلى ذلك؛ أفاد مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدسالمحتلة، الشيخ عزام الخطيب، بأداء أكثر من 250 ألف شخص من عموم الوطن الفلسطيني صلاة الجمعة الثالثة في رمضان في المسجد الأقصى. ومن أجل الوصول إلى المسجد؛ يتعيَّن على المصلّين الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة اجتياز نقاط تفتيش تابعة للشرطة الإسرائيلية التي تفرض قيوداً مشدَّدة. وتوافد المصلّون من الضفة على نقاط التفتيش القريبة في رام الله من أجل التوجه إلى القدس. وهذا العام؛ لا تسمح إسرائيل للرجال الذين تقلُّ أعمارهم عن 45 عاماً بدخول المدينة، فيما تسمح للنساء من كل الأعمار بالدخول من الضفة. وتطلَّع الشيخ عزام الخطيب إلى زيادة عدد الوافدين إلى الأقصى في ليلة القدر الموافقة على الأرجح ال 27 من رمضان. واعتبر، في تصريحاتٍ أمس، هذه الجموع دليلاً على كون الأقصى مسجداً إسلاميّاً خالصاً خاصّاً بالمسلمين فقط. وعند أحد الحواجز المحيطة؛ اعتقلت شرطة الاحتلال فتى فلسطينيّاً تنكَّر بغرض العبور من الحواجز وأداء الصلاة. وداخل المسجد؛ تولَّت الكشافة المقدسية تنظيم المصلين، فيما جرى إرشاد النساء إلى الصلاة في مسجد قبة الصخرة وصحنه وباحاته. ونصبت دائرة الأوقاف عشرات المظلات الضخمة والعرائش الواقية من حرارة الشمس، وتولَّت طواقمها التخفيف من حرارة الشمس برشِّ المياه في معظم الساحات. ولاحظ مراسل وكالة «وفا» أن الحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسة للقدس، لا سيما حاجز قلنديا «شمال» وحاجز 300 الذي يفصل المدينة عن بيت لحم، شهِدَت منذ ساعات الصباح الأولى ازدحامات شديدة في انتظار إجراءات التفتيش من قِبَل الاحتلال. وأشار المراسل إلى إغلاق الشرطة الإسرائيلية محيط البلدة القديمة بالكامل أمام المركبات الشخصية بدءاً من أحياء الشيخ جراح وواد الجوز والصوانة ورأس العامود وصولاً إلى باب الأسباط وحي المصرارة التجاري. بدورهم؛ نظَّم أهالي شهداء القدس المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال وقفة حاشدة في باحة الأقصى عقب صلاة الجمعة؛ للمطالبة باستعادة الجثامين. وشارك مئات المصلين، فضلاً عن شخصيات وطنية، في الوقفة. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء، ورددوا شعارات غاضبة تدين الجرائم الإسرائيلية وأخرى تدعو إلى الضغط على الاحتلال لحل قضية احتجاز الشهداء. في هذه الأثناء؛ قمعت قوات الاحتلال مسيرة قرية كفر قدوم شرقي قلقيلية، وهي فعالية سلمية أسبوعية مناهضة للاستيطان ومطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 13 سنة لصالح سكان مستوطنة قدوميم. وأبان منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، أن مواجهاتٍ اندلعت بين المتظاهرين وجنود الاحتلال الذين استخدموا الرصاص الحي والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الصوت، دون أن تُسجَّل إصابات في صفوف الفلسطينيين.