فرضت السلطات الإسرائيلية قيوداً على وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك في القدسالمحتلة أمس، في الجمعة الثاني من شهر رمضان الكريم. وقال مسؤولون في مكاتب الارتباط الفلسطيني إن السلطات منعت من هم دون الخامسة والأربعين من الرجال من دخول القدس، ولم تسمح سوى ل200 مواطن من غزة من كبار السن، من الدخول إلى المدينة للصلاة. وعلى رغم القيود، تدفقت أعداد كبيرة من المواطنين من سكان الضفة الغربية ومن داخل إسرائيل إلى المسجد، وشهدت الحواجز العسكرية ازدحاماً شديداً نتيجة إجراءات الفحص والتفتيش. وبدأ المواطنون بالتقاطر إلى القدس في ساعات الصباح الأولى. وأغلقت السلطات الإسرائيلية الطريق الواصل من حاجز قلنديا شمال القدس أمام السيارات، وفتحته فقط أمام الباصات التي تقل المصلين. وفي مدينة القدس، نشرت السلطات أعداداً كبيرة من الجنود ورجال الشرطة وسط المدينة وشوارعها وطرقها، خصوصاً الدوريات الراجلة في شوارع البلدة القديمة وأسواقها وأزقتها وحاراتها ومحيط بوابات الأقصى. كما نشرت دوريات راجلة ومحمولة وخيالة في الشوارع المحاذية لأسوار القدس، واستخدمت منطاداً ومروحية عسكرية لمراقبة حركة المواطنين في شوارع المدينة وباحات المسجد. وأغلقت السلطات البلدة القديمة ومحيطها أمام المركبات، مثل مناطق واد الجوز والشيخ جراح وراس العامود وباب العامود وشارع السلطان سليمان وشارع طريق نابلس وباب الساهرة وحي المصرارة. ودقق الجنود في بطاقات المصلين المتجهين إلى المسجد الأقصى، واعتقلوا كل من لا يحمل تصريحاً من أهالي الضفة. وأغلقت السلطات أحد الشوارع الرئيسة في حي جبل المكبر في القدس، وأعلنت أن هذا الإجراء جاء عقب إلقاء زجاجات حارقة باتجاه مستوطنة «أرمونا نتسيف» الملاصقة للحي. وقال مواطنون إن السلطات قامت بحملة أمنية في الحي اعتقلت خلالها أربعة عمال فلسطينيين من منطقة الخليل يعملون في القدس، مدعية أنهم دخلوا المدينة من دون تصريح. كما أقامت السلطات حاجزاً عسكرياً على مدخل بلدة العيسوية الغربي، ودققت في بطاقات المصلين المتجهين إلى المسجد، واعتقل الجنود على الحاجز ثلاثة مواطنين. في غضون ذلك، منع الجنود سيارات الإسعاف والطواقم التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من الحركة في محيط المسجد الأقصى وخارج أسوار البلدة القديمة. وشكل ناشطون في الأحياء في القدس القديمة لجاناً لمساعدة المصلين، خصوصاً كبار السن الذين يتعرضون إلى التعب نتيجة الطقس الحار. وانتشرت عناصر من الكشافة المقدسية في باحات المسجد منذ ساعات الصباح الأولى، وتولت مسؤولية الحفاظ على النظام. وقدرت الأوقاف الإسلامية عدد المصلين في المسجد وباحاته بحوالى 200 ألف.