تظل مشكلة السكن في المجتمع السعودي أزمة، ولا نعلم متى تنتهي هذه الأزمة، التي كلما جاءت مناسبة للتحدث عنها من المسؤولين يضعون اللوم على المواطنين، وملقي اللوم عليهم لا يشعر بأي شيء تجاه معاناة الإيجار والتنقل بين المساكن وأيضا جشع ملاك العقار؛ لأنه يمتلك فيلا أو قصرا كبيرا، ولا يقتطع أي مبلغ من مرتبه للإيجار؛ لذا فهو لن يشعر بهذه المعاناة التي لا يشعر بها إلا من كان في نفس الموقف. لم تكتفِ «الإسكان» بذلك بل حتى المرأة حُرمت من الحصول على سكن لها، وقد تتفاجأ المرأة بأنه لا أحقية لها في الحصول على دعم من قبل وزارة الإسكان سواء كان ذلك بنصف قطعة أرض أو منزل أو حتى غرفة على سطح أحدهم بسبب كونها امرأة، فلا تحصل عليها إلا مطلقة أو أرملة، وأيضا بشروط معقدة وشهود، وإلا عليها أن تعيش على ال 800 ريال التي يتعطف بها الضمان الاجتماعي، وهي لا تكفي في هذا الزمن لإيجار غرفة أو إطعام أبناء، وإن كانت متزوجة وهي التي تصرف على البيت وزوجها عاطل عن العمل لا يحق لها أيضا دعم إسكان، وتظهر رسالة إلكترونية بعد التسجيل في البوابة الإلكترونية للإسكان «ليس لك دعم فأنت امرأة» بمعنى امرأة وقوية عين!! الذي أستطيع قوله بعد هذا كله إننا في مجتمع ذكوري، والمرأة مجرد تابع لا تحمل صوتاً أو قراراً بحق نفسها، ولا تستطيع أن تتصرف لأي موقف يحصل لها أو حاجة لها إلا من خلال رجل، وبعض الرجال أصبحوا استغلاليين للمرأة. متى نشعر بالاستقلالية؟! أم سنبقى طوال حياتنا تابعين ولا نستطيع أخذ حقوقنا بأنفسنا، وسنظل مستحقرين في مجتمعنا، هذا لأننا نساء، مهما تطور الزمن والمجتمع تظل كلمة امرأة عاراً علينا وتظل المرأة ممنوعة من حقوقها؟!