لعبة الأراضي المشهورة (مونوبولي) التي كنا نلعبها في أوقات فراغنا -ونحن صغار- أصبحت لدى جيل اليوم محط الأنظار، لتعبر عن أحوالهم ومعاناتهم في سبيل الوصول إلى مأوى وسكن يبدؤون به حياتهم، التي أصبحت مُعقّدة ومُكلِّفة إلى حد كبير نظرًا للغلاء الفاحش. بإبداع الشباب الواعد استطاع فريق فيلم (مونوبولي السعودي) والذي انتشر بشكل كبير عبر اليوتيوب وتناقلته جميع وسائل الإعلام الإلكتروني الذي يعد اليوم هو الأداة الفاعلة والقوية التأثير في حياة الشعوب. الفكرة مبدعة وفريق العمل أكثر إبداعًا في التنفيذ والأداء؛ تعبيرًا عن مشاكل جيل بأكمله، تحية كبيرة لهذا الشباب الذي أخذ على عاتقه إيصال رسالة للجهات المعنية لحل هذه المعاناة التي تتفاقم يومًا بعد يوم. وتحية مماثلة لإذاعة جدة وللقائمين عليها وبالأخص فريق العمل في برنامج (صباح الخير يا بلدي) حيث تكرر كثيرًا في يوم الأحد قبل الماضي طرح موضوع الإسكان، فيتبادلون الآراء ويستمعون إلى معاناة المواطنين الذين لا يجدون لهم سكنًا وتعذرت بهم كل السبل إلى ذلك. لن أنسى ما حييت دموع ذلك الرجل -وكم هي عزيزة دموع الرجال- الذي أثقلته الديون من كثرة متطلبات الحياة ويخشى على نفسه من الموت قبل أن يؤمن لأهل بيته السكن الذي يضمهم ويحتويهم حتى يموت وهو قرير العين وأن أهله لن يشردوا من بعده. وذلك الرجل الذي نشرت معاناته في الصحف كيف يفترش الطرق هو وعائلته لتعذر دفع إيجار سكن يؤويهم. شباب يريدون بداية حياة جديدة ورجال طاعنون في السن وما بينهم آخرون يعولون أسرًا كبيرة وموظفون تقتطع من رواتبهم مبالغ كبيرة جدًا لتأمين السكن، فلا يبقى منه إلا أقل القليل الذي لا يفي بمتطلبات الحياة في ظل موجة الغلاء العالمي. هذه الأمور لا تخفى على أحد، فأين وزارة الإسكان من رد لهفة كل هؤلاء واتخاذ القرارات السريعة في توفير المساكن لكل مواطن وفق توجيهات قائد المسيرة الذي يولي المواطن جل اهتمامه ويحرص رعاه الله دومًا على التأكيد بأن تدار شؤون البلاد والعباد على قدر عالٍ من المسؤولية والاهتمام دون تقصير ولا تهاون. كم هي الآمال معقودة على أن يحظى المواطن بما يستحق من عناية واهتمام من قبل المسؤولين، وخاصة الإسكان؛ لأنه حاجة ملحة جدًا حتى نحيا حياة سعيدة هانئة، فالأسر السعودية تريد سكنًا تطمئن في جنباته وبين جدرانه لتقر أعينهم بعد طول انتظار، لأنهم يعلمون حقًا بأن الأمر متيسِّر في ظل حكومة رشيدة ترعى مصالح مواطنيها في هذا العهد الزاخر بالعطاء عهد والدنا أبي متعب.