إن إطعام الأطفال وتربيتهم ضد كل ما هو سيئ في كل زمان وكل مكان ، لأكثر أهميّة وقيمة من إصلاح رتاج في العربات أو تصميم أسلحة نووية(مارلين فرنتش). نوره من حيث المبدأ اسم لجامعة كانت قبل ذلك عبارة عن كليات للتربية علمية وأدبية متفرقة هُنا وهُناك ،جُمع هذا الشتات في صَرح علمي كبير وطُور وفتحت فيه تخصصات جديدة تُديرها سيدات أكاديميات على مستوى عالِ من التعليم والخبرة،الا أن بعض العقول التي لا ترى من المرأة الا الجدار الذي يُريد أن ينقضّ، تحاول نقش الفوضى على جدران المجتمع، أتساءل هل لم يتبق في ابجدية المشاكل الاجتماعية إلا الحديث عن نور جامعة نوره وهن الطالبات؟ جاءوا للتأويل ،وقُرِعت شِفاهِ مثل الأجراس بضوضائها ، فانسكب سُم في كؤوس الزهور، ما أسهل أن يلبس الجاهل قبعة خبير ، ليلوث صفاء بركة الحقائق ،ما أسوأ ممن يتظاهر بأنه يُحسن قراءة الغيب،بناتنا هن الفيء في القائظة ،وهن أجنحة تحلّق بنا نحو المستقبل، استمعت لمواويل تصاعدت من حناجرهن اسئلة من ماذا ولماذا ؟. ما بالكم تقسون على تلك الفراشات ماذا تحاولون جعل المرأة منطوية كوردة تكاد تتفتح داخل زنزانة الأحكام والشائعات والكثير من اللوم والتجريم لها ؟ وهي الآنية المستطرقة للأحاديث المستظرفة في صالوناتكم ، وبين المرأة التي تحتضن يتمها وتُمسك بيده في مجتمع متعرج الطرقات ومليء بالحفر والمطبات الصناعية من أجل تعديل مسارها في المجتمع وترعبون فلاّحين الحقول أهاليهن ؟ وددت لو أقدر أن أمسك طوق ياسمين وأعلقه على صدور بناتنا ..!! لماذا يحاول البعض أن لا يزرع الا الألغام في حقول السنابل ؟ ولماذا ترمون احجار النرد الأحمر في ساحة عدم اليقين والاحتمالات الضاربة في العنف والتشويه ؟ نبدد الكلام في الحديث عن ما وراء الاسوار بلا تثبت ، ومن منا بلا خطيئة فليرميني بحجر،إن تغييب الوعي بقضايا المرأة وتسطيح حقوقها ، واستهداف طالبات الجامعة بشكل متكرر ينبئ عن أمر مريب بلا شك ، هناك من يحاول سرقة وعينا من فم الواقع ، والإعلام المرئي والالكتروني احدى الوسائل المساعدة لتلك السرقات ، والمرأة هي القضية التي مازالت تثير حفيظة المجتمع ، إلى متى والمرأة شبهة في عين المجتمع ،والجميع يحب ان يتشرد في دهاليز المرأة لا لشيء الا ليزيد معاناتها فوق ما لديها من المعاناة ، متى ترتقون بنظرتكم للمرأة وتتعاملون معها كانسان يخطئ ويصيب مثلها مثل أخيها الرجل ، لماذا لا تترك المرأة تتحدث عن نفسها وتدير شؤونها لترقد بسلام في احضان قصائد المجتمع ، حاولوا أن تجمعوا الاحداث والكلمات القبيحة التي امتلأت بها عقول البعض منكم عن المرأة وادفنوها في صحراء ترابية مثلما تُدفن النفايات النووية ،لماذا تحاولون جعل المرأة منطوية كوردة تكاد تتفتح داخل زنزانة الأحكام والشائعات والكثير من اللوم والتجريم لها ؟ وهي الآنية المستطرقة للأحاديث المستظرفة في صالوناتكم ، وبين المرأة التي تحتضن يتمها وتُمسك بيده في مجتمع متعرج الطرقات ومليء بالحفر والمطبات الصناعية من أجل تعديل مسارها في المجتمع، وهي مهمة عسيرة في غياب وعشوائية القانون الذي ينظم الحقوق والحياة،لذلك يجب أن نتثبت ونضبط مشاعرنا بخصوص أي أحداث او وقائع تحصل ، فحقيقة تقدم المجتمعات يقاس من خلال تعاملها مع النساء ، فهن مصانع الانسانية ولا يمكن أن نجد دورهن الكبير مكتوبا على أي ملصق دعائي ،وفي امبراطوريتنا الشرقية لا يحلو الصراع الا عندما يكون مع المرأة ، وهذا الصراع الساذج يمثل الدرجة الأدنى بالنسبة للمقاييس الانسانية ومبادئها التي بنيناها بأنفسنا، وكما تقول مارغريت درابل(أنت تتعلم أن تضع أمتعتك العاطفية حيث تكون ذات نفع قليل ، بدلا من أن تستخدمها لتلويث الآخرين أو أن تفجّر بها الطائرات). [email protected]