رغم أنني لا أملك من معادن الدنيا غير دبلة زواج – كانت ذهبية – إلى أن اضطررت لاستبدال دبلة فضية بها فور علمي بأن الذهب محرم شرعا على الرجال، وأن استخدامه قاصر على النساء وحدهن، فإن ذلك لم يصرفني عن الاهتمام بالذهب – تعدينا واستخراجا ومناجم – باعتباره ثروة للدولة تغنيها عن السؤال للدعم، كما أن الاهتمام يصل إلى وصول الذهب إلى “محلات الصاغة” لبيعه للزبائن الذين يشترونه هدايا لزوجاتهم لإطفاء الغضب الحريمي الذي يحار أمامه كل الرجال، وهي هدايا مقبولة عادة من قبيل “سد الذرائع” والبعد عن “الخُلع” ومشاكله، مع الاستعداد لهدية جديدة كلما ظهر الغضب من جديد، وهو ما يضطر بعض الرجال إلى طلب سلف من البنوك في تصور بأن “ربك سيفرجها” ساعة اقتراب سداد أقساط القرض التي غالبا ما تنتهي ب”كلابشات الحكومة” وبعدها إلى المحكمة فورا بتهمة النصب واختلاس أموال أميرية، وهو ما يضمن لك ثلاث سنوات في السجن بعيدا عن “السحنة” اللي ملهاش حل. وبمناسبة الذهب فإنني سألت: أين يذهب الذهب المستخرج من منجم السُكّري فقالوا: يرسل إلى أستراليا لتكريره وتحويله إلى سبائك لا يعود لنا منها شيء سوى السبائك الهدية للسيدة الفاضلة سابقا، فقلت: ونصيب الدولة، فقالوا: ولا حاجة لأن الشركة صاحبة الامتياز تبيع الذهب استخلاصا للملايين التي أنفقتها على المشروع! وعلى حد علمي فإن الفراعنة كانوا يستخرجون من عشرات المناجم أطنانا من الذهب بدت واضحة في الكنوز الذهبية التي تركها الفرعون الذهبي “توت عنخ أمون” ومتروكات أخرى، وأيامها لم يكن هناك شيء اسمه أستراليا، ومع ذلك استُخرج الذهب مصريا، وتم تصنيعه مصريا، لأفاجأ بالرد: أصل توت عنخ أمون كان عنده.. ذمّة!