تستهلك 30 مليون جهاز تكييف تعمل في المملكة حالياً نحو 52 % من الطاقة الكهربائية، وهو ما دعا الجهات المعنية إلى إعطاء أجهزة التكييف الأولوية القصوى في وضع المعايير والمواصفات القياسية والعمل على تطبيقها بشكل صارم من قبل الأجهزة المعنية. وتشهد المملكة العربية السعودية ارتفاعاً مفرطاً في حجم استهلاك الطاقة سنويّاً في الأسواق المحلية، ووصلت كمية استهلاك الكهرباء في المملكة بحسب إحصاءات عام 2014م إلى 281 جيجا واط ساعة في العام، يستهلك قطاع المباني منها أكثر من 80 %، كما يبلغ المعدل السنوي لنمو استهلاك الكهرباء في قطاع المباني ما يقارب 5%، فيما ازداد استهلاك الكهرباء للفرد بمقدار 30% خلال الأعوام الثمانية الماضية. وتُبيّن المؤشرات أن استهلاك المملكة من الطاقة الأولية يزيد على 4 ملايين برميل نفط مكافئ يوميّاً لتلبية الطلب المحلي، وهو ما يعد من أعلى المستويات الاستهلاكية في العالم. كما تؤكد الإحصاءات الرسمية أن أجهزة التكييف بمختلف أنواعها تستهلك حوالي نصف الطاقة الكهربائية المنتجة في المملكة. ومن هذا المنطلق تضافرت جهود مختلف الجهات الحكومية والأهلية لوضع حد لهذا الهدر الكبير في الطاقة الذي تستأثر به أجهزة التكييف، وذلك عبر تطبيق مواصفات ومعايير قياسية عالمية على كل أجهزة التكييف المنتجة محليّاً، أو المستوردة للرفع من كفاءتها والتقليل من استهلاكها للطاقة الكهربائية. وقد اتُّخذت عديد من الإجراءات المرحلية لتطبيق ورفع كفاءة المكيف أقل من 70 ألف وحدة بريطانية، حيث أصدرت في عام 2007م المواصفة القياسية السعودية رقم (2663) لسنة 2007م التي تحدد معامل كفاءة الطاقة ب 7.5 كحد أدنى لنسبة كفاءة الطاقة (EER) لكافة أجهزة التكييف دون التفريق حسب النوع وقدرة التبريد، وفي العام 2012م بدأ البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة، بمشاركة الجهات المعنية، بمراجعة المواصفة السعودية رقم (2663) واقتراح تعديل الحدود الدنيا لكفاءة الطاقة حيث قامت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بالتعاون مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة بتغيير معايير المواصفات القياسية لأجهزة التكييف لتتواكب مع المعايير والمواصفات المعمول بها في كثير من دول العالم ومع متطلبات المملكة لتخفيض استهلاك الطاقة المحلي. وتنبع أهمية إعطاء أجهزة التكييف الأولوية القصوى في وضع المعايير والمواصفات القياسية والعمل على تطبيقها بشكل صارم من قبل الأجهزة المعنية في المملكة، من أن عدد المكيفات المركَّبة حالياً في المملكة يتراوح بين 25 إلى 30 مليون جهاز، نحو 70% منها من نوع «الشباك»، وبمعدل نمو مبيعات سنوي يصل إلى 12%. ووفقاً للمواصفات القياسية الجديدة لأجهزة التكييف، فإن الحد الأدنى لكفاءة الطاقة لأجهزة التكييف يبدأ في مكيفات الشباك من ثلاث نجمات للسعات أكبر من 24.000 وحدة حرارية وخمس نجمات للسعات الأقل من ذلك، فيما يبدأ في مكيفات الإسبليت من سبع نجمات، وذلك بهدف توفير استهلاك أجهزة التكييف للكهرباء. ويهدف البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة إلى أن تكون «بطاقة كفاءة الطاقة»، التي أصدرتها الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بالتعاون مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة، أحد أساليب المفاضلة بين أجهزة التكييف المعروضة في منافذ البيع عند الشراء. وتحتل البطاقة وكيفية قراءتها مكاناً بارزاً في مواضيع الحملة الوطنية التوعوية «#تقدر» حيث تحتوي على معلومات مفيدة للمستهلك، مما يعينه على اتخاذ قرار شراء الجهاز المناسب. وتقول الحملة إن التوفير الحاصل بين نجمة ونجمة في البطاقة قد يتعدى 10%.