عندما نشرت الأممالمتحدة تقريرها غير المتوازن، الذي حوى مغالطات وتهماً باطلة ألصقت بقوات التحالف العربي، التي تعمل جاهدة لاستعادة الشرعية باليمن، فقد هلل إعلام الميليشيا الانقلابية الحوثية وزبانية المخلوع صالح، ووصفوا هذا التقرير بالمصداقية والدقة في المحتوى. لكن عندما تراجعت الأممالمتحدة عن قرارها الخاطئ، جراء تكشف حقائق كثيرة لعل أبسطها أن من تم استجوابهم من قبل أعضاء لجنة التحقيق الأممية، لم يكونوا سوى مواطنين موالين لنظام صالح وللعصابات الحوثية وقد تم دسهم في عملية ممنهجة تهدف لتشويه الجهود العربية في دعمها لاستعادة الشرعية اليمنية المسلوبة، فقد وجدنا ذات الإعلام المُضلِل يصب جام غضبه على الجهة ذاتها التي كان قد وصف تقريرها سابقا بأنه الأكثر مصداقية ويكيل التهم جزافاً لدول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. هذه الممارسة الإعلامية المخادعة التي رصدها عديد من المراقبين السياسيين لهذا الإعلام الحوثي المأزوم، تزودنا بصورة دقيقة عن المستقبل المخيف والمظلم الذي ينتظر اليمن في حالة بقائه في يد العصابة الحوثية ومرتزقة صالح. إذ لن يكون هناك سوى مزيد من الأكاذيب ومزيد من الانتهاكات والتدمير المستمر لمقدرات هذا البلد الذي شاء قدره أن يقع بين سندان الحوثيين ومطرقة عصابة المخلوع صالح. وعلى الرغم من كون قرار الأممالمتحدة بمراجعة تقريرها يعد بادرة جيدة تعطي مؤشرا على حرص الأممالمتحدة لتحري المصداقية في تقاريرها مستقبلاً، إلا أنه لايغفر لها أنه قد تم جرها لتضمين تقريرها أكاذيب واختلاقات ، في حين كان الأجدر بها وبلجانها أن تهتم بأولئك الأطفال اليمنيين الذين انتهكت طفولتهم من قبل الحلف الحوثي العفاشي، وتم تجنيدهم ليلقوا حتفهم في الصراع المرير لتحرير اليمن. المفارقة التي تبعث على الاستغراب، أن الأمين العام للأمم المتحدة السيد باكي مون بعد أن وعى أعضاء لجنته المهتمة بالملف اليمني حقيقة الوضع بعد أن زودتهم المملكة العربية السعودية وباقي دول التحالف بكافة الوثائق التي تكذب ادعاءات العصابات الحوثية، قد وجدناه يسارع لإطلاق تصريحات غير مسؤولة عن تهديدات بضغوطات سعودية ستطبق مستقبلا بحق الأممالمتحدة، وهو مايعطينا تصورا واضحاً بأن الرجل يعاني من صعوبة في فهم وتفكيك الخطاب السياسي السعودي المتعلق بهذا الملف بشكل جيد وبأن أداءه في الأممالمتحدة قد أصبح بعيداً عن العقلانية وبعيداً عن الاتزان. وهو ما أبرزته تصريحات مبعوث المملكة العربية السعودية في الأممالمتحدة السفير المعلمي، الذي قد أوضح للعالم بأن المملكة لايمكن بأي حال من الأحوال أن تمارس ضغوطاً على أحد. وفي يقيني بأن إثارة مثل هذه المشكلات مستقبلا لن تثني الحكومة السعودية وباقي دول التحالف العربي عن القيام بدورها الإنساني في تقديم العون الإنساني والإغاثي للشعب اليمني، وأن تعمل جاهدة لاستعادة شرعيته المسلوبة.