دائماً ما ندعو إلى صناعة صور جيدة عن الإسلام والمسلمين وأن نخبر الجميع بأفعالنا وعادتنا التي اكتسبناها من أحكام ديننا الحنيف، لكننا وفي كل مرة نهتم ونحاول تقديم بناء جيد؛ نجد بأن البعض يحاول الهدم بمعاول تشوّه الإسلام، وبعدما يتم مهاجمتنا ورمي الادعاءات الزائفة ضد الإسلام نبدأ بالتبرير والدفاع. كلما أقبل رمضان انهالت علينا آلاف الادعاءات ضد الشهر المبارك واتهامه بأنه يتسبب بأضرار صحية للمسلمين؛ رغم حجم الدراسات العلمية التي أثبتت أن الصيام مفيد ويعيد للجسم أتزانه الطبيعي. ندمر هذه الفضيلة باستهتارنا وعدم معرفتنا بمعاني هذا الشهر الكريم، حيث نجد أن كثيرا من الأسر حملت كل مايمكنها حمله ل«غزوة السبات» بين تلك الأطعمة دون مراعاة لمعاني شهر رمضان. وبعد انتهاء الشهر تبدأ المستشفيات بفتح أبوابها لاستقبال عدد كبير من متضرري الجشع والإسراف لا متضرري رمضان، فنجد بأن عيادات الأسنان تفتح أبوابها وتزيد من عدد كوادرها، حيث أن أسناننا تآكلت من كثرة الأكل والحلويات، فالجوع لا يسبب التسوس، والفشل الكلوي ليس من الامتناع عن الماء بل من استبداله بالمشروبات المليئة بالسكّر والمشروبات الغازية، ومرض السكر بسبب أن المائدة الرمضانية مليئة بالسكريات، مما يجعلها تتسبب في انهيار البنكرياس، فالصيام ليس أحد الأسباب التي تؤدي للإصابة بالسكري. وأيضاً السواك لا يغني عن الفرشاة والمعجون فالنبي عليه الصلاة والسلام عندما نصح وشدد على السواك لم يكن في زمنه مثل هذه المواد الضارة الموجودة في مأكولاتنا فهل تشددون على السواك وتلتزمون به وترفضون السير على نمط غذاء النبي عليه الصلاة والسلام (اللبن والماء والتمر) فنبي الله صلى الله عليه وسلم شدد على أهمية السواك الذي تطور مع الزمن ليصبح فرشاة ومعاجين متعددة الأشكال والألون، أتمنى أنكم تحافظون على هذه السنة الكريمة أن تحافظوا على عادات النبي الغذائية ونصائحه بالاهتمام بنظافة الأسنان ومعدلات الأكل التي يحتاجه الجسم وعدم الإسراف. كفانا تشويه فضائل الدين الحنيف كفانا ازدياد أوزاننا في شهر لابد من أن تكثر فيه مساعينا للقضاء على الفقر وجوع الفقراء، وياليتنا نكتفي بتشويه هذا الشهر بعاداتنا السيئة، فما أن ينتهي حتى يأتي العيد فنصحو من سباتنا، لتتجدد أساليبنا وعادتنا السيئة بالبذخ والإسراف والمبالغة. حافظوا على رمضان الجميل وافعلوا ماشئتم بالعيد.