يفرض شهر رمضان المبارك أجواءه طوال 30 يوماً، فتكون تفاصيل الحياة اليومية مرتبطة بهذا الشهر الكريم، فأنماط المعيشة في رمضان تتغير، بدءاً من مواعيد الطعام والنوم مروراً بنفسيات الناس ومواعيد عملهم وحتى أكلهم ومشربهم.لكن اللافت في رمضان أن المشاعر الإيمانية تكون في أعلى مستوياتها لدى الناس، فنجد المساجد مليئة بالمصلين، الذين يحرصون على التصدق وإخراج الزكاة، ومعاملة الآخرين بالحسنى. وتتركز المسائل الفقهية في رمضان حول الصيام، وقال مدير إدارة محكمة دومة الجندل وإمام وخطيب جامع الدريويش الشيخ عيسى بن إبراهيم الدريويش ل«الحياة» إن شهر رمضان المبارك يكثر السؤال فيه، عن مسائل تتعلق بالصيام وأحكامه، «وغالباً ما تجدها أسئلة ليست بنادرة كالسؤال عن قبلة الصائم لزوجته، أو الأكل والشرب حال الأذان عند الفجر، والسواك في نهار رمضان، وهل فرشاة الأسنان مع المعجون من المفطرات أم لا، فنجد أن غالب الاستفسارات تحوم حول أحكام تتعلق بالصيام خشية إفساده». وتختلف عادات الشهر الكريم من منطقة إلى منطقة في المملكة، فقديماً كانت أكلات رمضان وأجوائه تختلف بشكل جذري بين مناطق المملكة، إلا أنها في وقتنا الحالي لا تختلف كثيراً، بسبب تعدد وسائل الاتصال، واختلاط السعوديين من مناطق عدة، والذين ينقلون معهم عاداتهم المحلية في رمضان. ويتذكر محمد القحطاني كيف كان أهالي بلدته الجنوبية يستقبلون شهر رمضان المبارك، إذ تشعل النيران في أعالي الجبال لإعلام أهالي القرى الأخرى بدخول الشهر الكريم. وأضاف: «كان الأهالي أيضاً يطلقون الأعيرة النارية فرحاً وإعلاماً بدخول شهر رمضان». وقال إن هذه الوسائل القديمة اندثرت مع ظهور وسائل الاتصال الحديثة، مشيراً إلى فرحة الجميع كباراً وصغاراً بمقدم شهر البركات. أما في مدينة عبدالعزيز الرويلي الشمالية، فإن أهم ما يميز دخول شهر رمضان المبارك هو تآخي الأقارب، وقال إن شهر رمضان فرصة كبيرة لاجتماع والتقاء الأهالي. لافتاً إلى أن الإفطار في أول أيام شهر رمضان المبارك يكون في العادة في المنزل «الكبير»، أو في مجلس كبير العائلة الذي يجتمع عنده أبناؤه وإخوته.