زعمت إيران أن أداء الحج غير واجب عند الشعور بالخطر، والعراقيل السعودية جعلت الظروف غير ميهأة هذا العام! وكذلك أضاف همداني للإعلام: «ينبغي حماية عزة الإسلام وأمن المسلمين، وإذا لن يتحقق ذلك، سوف لن نرسل الحجاج لأداء مناسك الحج»، وتابع: «الثورة الإسلامية تؤكد على حماية أمن وعزة المسلمين، وإيران اليوم هي القوة في المنطقة وتتحدث عن ذروة عزة المسلمين، ولا يمكننا التعامل بسهولة مع نظام لديه ارتباط مع أمريكا والاستكبار والصهاينة ولن نقبل بمقترحاتهم». يبدو بأن همداني يغض النظر فيما يجري على أرض الواقع ولا يرى ما حوله، وقوة العلاقات الإيرانية والأمريكية والأوروبية والتي لا تخفى على أحد وهي واضحة كالشمس! وقريبا ستتكشف الأوراق عن علاقة إيران بالصهاينة. نسي همداني علاقاتة مع روسيا لا يمكن فصل الرؤية الروسية لسوريا عن رؤيتها الأوسع للمنطقة العربية وللشرق الأوسط ولدورها العالمي، والطموح الروسي لإعادة تعريف القوة الروسية ولعبها دور القطب المنافس أو الموازن للولايات المتحدة، فالساسة الروس ينظرون إلى الشرق الأوسط من منظورٍ استراتيجي لكن هذه النظرة لم تأخذ طريقها للظهور بشكل واضح عقب انهيار الاتحاد السوفيتي نتيجة حالة الفوضى الداخلية وفي دول الجوار الروسي، وبعد ترسيخ القبضة على الدولة والمجتمع في روسيا، ومن ثم التدخل الواضح في دول الجوار الروسي، وصولاً لترسيخ استراتيجية التوسع لتصل إلى الشرق الأوسط. وقد بدأت مظاهر التدخل الروسي في المنطقة من خلال دعم البرنامج النووي الإيراني. وروسياوأمريكا وجهان لعملة واحدة! لن نسمح لإيران بالتحدث عن العزة وخاصة عزة المسلمين، عزتنا في ديننا واتباع نبينا وسنته. وليس في احتلال جزر وادعاءات كاذبة ونشر الفوضى والفتن بين المسلمين. تدّعون بأنكم القوة في المنطقة، أين أنتم من فلسطين؟ إذ العزة هناك في تحريرها، لماذا لم تحرروا فلسطين من الاستعمار الصهيوني؟ أين أنتم من مسلمي مينمار وعزتهم؟ ولا يخفى على أحد الجهود الجبارة المبذولة من قبل الحكومة السعودية لتوفير جميع سبل الراحة لحجيج بيت الله الحرام. والافتراءات الإيرانية لا صحة لها على أرض الواقع. عن أية عراقيل تتحدث إيران؟ هل النظام والتنظيم أصبحا عراقيل؟ المملكة العربية السعودية مشكورة تستضيف سنويا الملايين من المسلمين لأداء موسم الحج وبذل النفيس والغالي لراحة المسلمين والجهود المبذولة لا تستطيع أي جهة توفيرها أو القيام بها، حتى عملية التحكم بهذا العدد الغفير من ملايين المسلمين في هذا الموسم وفي وقت واحد بل كل دقيقة لتسيير الحجيج إلى مواقعهم دون أي حوادث تذكر، يجب رفع القبعة للحكومة وللمسؤولين القائمين والجنود الساهرين من أجل حماية الحجيج من أية كوارث. ما تتكلم عنه إيران هو النية المبيتة وكم من الأحداث مرت عبر السنين في الحرم المكي كانت إيران خلفها وسببها، هل المظاهرات من واجبات شعائر الحج؟ هل المناداة خلال فترة الحج بالمذاهب من واجبات شعائر الحج؟ لا نريد الدخول في تفاصيل كثيرة لأنه يوجد كثير في جعبة المملكة العربية السعودية وخاصة في هذا الموضوع. ولكن أعود وأكرر ما هي النية المبيتة هذه السنة لموسم الحج؟ يجب قراءة ما بين السطور والحذر من اتخاذ مثل هذة القرارات وخاصة من إيران. كما نعلم أمنياً، عندما تقوم حكومة أي دولة بمنع مواطنيها من السفر لدولة ما، يكون ذلك بسبب معلومات أمنية بأن هناك تهديدا من وقوع كارثة أو هناك مخططا يحاك لتنفيذه. إيران تحاول تغيير مسارات مخططاتها ولعبتها للاضرار بالسعودية. الإعلام هو أحد الأساليب التي تتبعها إيران لتوجيه الرسائل ولتلميع صورتها، وكما هو معروف في الحرب الحديثة صنف الإعلام من ضمن الإطاحة بالحكومات، وما شهدناه كما زعم من ربيع عربي كان للإعلام دور رئيس للإطاحة بالحكومات ومن ثم التحول لفوضى عارمة. وموسم الحج إعلامياً حدث كبير في العالم أجمع، إذ يتوجه الإعلام وعدسات الكاميرات من جميع دول العالم لنقل وبث هذا الحدث المهم للمسلمين وخاصة مؤخراً إذ تلطخ اسم الإسلام بالإرهاب. والاصطياد في المياه العكرة فن أتقنته إيران منذ الأزل ونجحت به إعلامياً ولكن ما لا تدركة إيران بأنة في غالب الأحيان السحر ينقلب على الساحر وكلمة الحق هي الغالبة. والتاريخ كفيل أن يحكم لنا بالغلبة.