بينما تحاول المملكة العربية السعودية تسهيل أوضاع الحجاج ليقوموا بتأدية فريضتهم بعيداً عن أي مشكلات أو متاعب قد تصيبهم أثناء أداء فريضة الحج، وهذا ما يطالب به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جميع المسؤولين المباشرين في موسم الحج وبشكل دائم بتسهيل كافة الأمور لحجاج بيت الله الحرام ليستطيعوا أداء مناسكهم بسهولة ويسر؛ نجد بأن إيران تحاول جاهدة على أن تقوم بتسييس الحج، وعدم الالتزام بالقوانين السعودية التي تحاول قدر المستطاع حماية الحجاج بكافة تنوعاتهم وانتماءاتهم المذهبية. وهذا ما أكد عليه يوم أمس مجلس الوزراء السعودي في جلسته التي عقدت يوم أمس، على «أن المملكة انطلاقاً من واجباتها ومسؤوليتها تجاه خدمة ضيوف بيت الله الحرام، تؤكد للجميع أنها قيادة وحكومة وشعباً ترحب وتتشرف بخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع الجنسيات، وهي لم تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة». وقد أكد وزير الثقافة السعودي الدكتور عادل الطريفي بأن المجلس «اطلع على مجريات الاجتماع مع المسؤولين عن شؤون الحج في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بشأن بحث ومناقشة ترتيبات ومتطلبات شؤون الحجاج الإيرانيين أسوة بحجاج بيت الله الحرام من مختلف دول العالم، وما جرى خلاله من رفض الوفد الإيراني التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حجاجهم». لكن المسؤولين الإيرانيين لديهم أجنداتهم الخاصة في التعامل مع الحج، وهذا ما تؤكد عليه الاجتماعات التي حدثت بين الوفود المشتركة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحكومة المملكة العربية السعودية بخصوص الترتيبات النهائية لوصول الحجاج الإيرانيين أسوة ببقية دول العالم الإسلامي، وقد رفضت المملكة «المحاولات الإيرانية الهادفة إلى وضع العراقيل لمنع قدوم الحجاج الإيرانيين بهدف تسييس فريضة الحج واستغلالها للإساءة إلى المملكة التي سخرت كل إمكاناتها المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن وضمان أمنهم وسلامتهم وراحتهم خلال أدائهم مناسك الحج والعمرة». وبالعودة للبعثات الإيرانية التي تأتي لموسم الحج منذ عام 1978م أي بعد الإطاحة بحكومة شاه إيران ووصول الإسلاميين إلى الحكم فيها، أصبحت الحكومة الإيرانية تحاول جاهدة في كل موسم القيام بالمسيرات التي تتنافى مع قوانين المملكة، وتمارس الفوضى عبر بعض المندسين وسط الحجاج الإيرانيين لإثارة البلبلة وعدم الاستقرار في كل موسم، وأن حكومة خادم الحرمين الشريفين بصفتها المسؤولة عن ثاني القبلتين مكةالمكرمة تطالب جميع الحجاج المسلمين والقادمين بضرورة الالتزام بالقوانين والطرق التي تسهل عليهم الحركة وأداء الفريضة بما يرضي الله تعالى حسب شريعته.