أفهم وبصعوبة بالغة، لكنني في النهاية أتفهم أن التجاهل لبعض القضايا التي تمس ثوابت دين أو سيادة بلد أو مصلحة وطن هو من قبيل حماية هذه المصالح الكبرى من لغط الجدل وإفرازات البيانات والبيانات المضادة التي قد تؤذي أكثر مما تنفع لكن أن يمارس ذلك النوع من التجاهل البارد رجل أعمال يرشح نفسه لمجلس غرفة تجارية أو إعلامي يتصدر أقنية فضائية تريد أن تكون مصدرا أوحد للمعرفة والمعلومة!، فهنا التجاهل نوع قبيح من الاستفزاز الذي لا يرضي مجتمعا يتطلع إلى أن يكون مجتمعا حرا واعيا ينبذ التطرف ويمج الفساد. ليس أسوأ من الفوضى بكل تجلياتها الحمقى وإفرازاتها الخطيرة، إلا البلادة في وجه أخبار الفساد وإعطاؤه صبغة القدسية باعتباره قريبا من عباءة الوزير، فكل الذين يحمون أعراض الفاسدين يعرّضون أوطانهم لدفع فواتير باهظة على مستوى السمعة والمادة ليخرجوا بمكاسب وقتية ويدفع البلد الذي يراد له أن ينهض، ثمن حماقاتهم من مشاريع نهوضه وسمعته التي بناها بالخير والعطاء على مدى العقود الماضية. التاجر الفاسد والإعلامي الرخيص لا يملكان القدرة على أن يبنيا وطنا، ولا أن يعليا شأن مكانته فالمكاسب اللحظية هي ما يهيمن على أفكارهما والمطلوب فقط قبل أن ينبريا لانتخابات أو أي استحقاقات أن ينبريا للدفاع عن صفاتهما من أن يلحقها هذان الوصفان وحينها سيكون الناس البسطاء هم أول المهنئين والداعمين لهما حين تنظف الذاكرة من تلك الشبهات. لا يحمل الناس العاديون موقفا مبدئيا من شخص ما أو تاجر ما لكن قصص الأذى التي تلحق بأشباههم من هؤلاء الناس تخلق فجوة، لا تردمها حملات العلاقات العامة ولا تزيين الصور والمقولات، ولكن وحدها الحقائق هي ما يعالج الصدور والاعتذار عن الأخطاء هو ما تطيب به النفوس. طبتم وطابت أوقاتكم.