تشدد القوات العراقية الطوق على مدينة الفلوجة وتضييق الخناق على مقاتلي تنظيم داعش المتحصنين داخلها، ما يزيد المخاوف على المدنيين الذين يمنعهم عناصر التنظيم من الخروج. فالحصار الذي فرضته القوات العراقية والأعداد التي نشرتها حول الفلوجة بهدف استعادة السيطرة على المدينة التي تعد أحد أبرز معاقل التنظيم يبدو حتميا في نهاية المطاف. وقصفت القوات العراقية أهدافاً تابعة لتنظيم داعش في الفلوجة أمس في اليوم الثاني لهجوم يهدف إلى استعادة المدينة. وأفاد أحد سكان الفلوجة أن القصف كان عنيفاً على المدينة، خصوصاً من الأطراف الشمالية نهار أمس. وقال الرجل الذي قدم نفسه باسم أبو محمد الدليمي أن «داعش لا يزال يفرض حظراً للتجول على السكان ويمنعهم من الخروج لكنه سمح لبعض بالوقوف أمام أبواب منازلهم». وأضاف أن «أعداد عناصر التنظيم في المدينة بدأت تتقلص. لا نرى إلا مجموعات من شخصين أو ثلاثة في الشوارع، لا نعلم أين ذهب الآخرون». وقال الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية إن «القوات الاتحادية تقدمت باتجاه الفلوجة من الجهة الشرقية من ثلاثة محاور». وقال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، إن التحالف «يقدم غطاء جوياً لدعم القوات الحكومية العراقية في الفلوجة». ولم يكن واضحا أي نوع من وسائل الدفاع خطط لها التنظيم في الفلوجة التي حظيت بشهرة خلال معارك عام 2004 ضد القوات الأمريكية التي منيت بأسوأ خسائرها منذ حرب فيتنام. وفي حين تسعى الحكومة إلى تهدئة المخاوف الدولية من المخاطرعلى المدنيين ذكر سكان في المدينة الواقعة على مسافة 50 كيلومتراغربي بغداد وقوع قصف متقطع في محيط وسط المدينة لكنهم قالوا إنه أقل كثافة من قصف الإثنين. وقال أحد السكان عن طريق الإنترنت «لا يمكن لأحد المغادرة. الوضع خطر. هناك قناصة في كل مكان على طرق الخروج». ويقدر أن 100 ألف مدني موجودون بالفلوجة، وكانت هي المدينة الأولى التي تقع في أيدي التنظيم في يناير 2014. وبعد ستة أشهر من ذلك التاريخ أعلن تنظيم داعش قيام دولته. وقال الجيش العراقي إنه طرد المتشددين من مدينة الكرمة إلى الشرق من الفلوجة الليلة الماضية. ولم يبلغ الجيش أو المستشفى الرئيس بالمدينة عن سقوط قتلى أو جرحى. وقال المستشفى أمس الإثنين إن ثمانية مدنيين وثلاثة متشددين قتلوا بينما أصيب 25 شخصا بينهم 20 مدنياً. وأصدرت الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بيانات مساء الإثنين ناشدتا فيها الأطراف المتحاربة حماية المدنيين الذين يواجهون صعوبة شديدة للحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية. وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي، إن القوات المسلحة تلقت توجيهات بحماية أرواح المواطنين في الفلوجة وحماية الممتلكات العامة والخاصة. وأضاف العبادي في تصريحات بثها التلفزيون العراقي الحكومي أثناء زيارة قام بها لمركز القيادة الميداني قرب الفلوجة «هؤلاء (المدنيون) الذين لا يستطيعون أن يسلكوا هذه الطرق للخروج يمكنهم البقاء في منازلهم ويلزموا منازلهم». وتزداد المخاوف حيال المدنيين في المدينة مع استمرار حشد آلاف المقاتلين في محيطها.