يعيش أهالي قرية «الجديين» التي يقطن بها ما يقارب أربعة آلاف نسمة ولا تفصلها عن مدينة صبيا سوى بضعة كيلو مترات حالة من اليأس والملل ،و ذلك بعد أن زارهم أمين منطقة جازان و رئيس بلدية صبيا من أجل الوقوف على حاجاتهم فاستبشروا خيرا إلا أن الوضع ازداد سوءًا حيث قامت البلدية بردم الطرق بتربة طينية مؤجلةً بذلك موعد السفلتة إلى أجل غير معلوم و ذلك قبل ميزانية العام الماضي. وتعتبر تلك الشوارع بعد هطول الأمطار فخاً للعابرين حتى بسياراتهم لأنها تؤدي لأن تعلق في الطريق، وتسبب في تلفيات بعضها، وفي دخول مياه الأمطار إلى داخل البيوت. هذا ماعدا الأزقة التي تحججت البلدية بعدم قدرتها على سفلتتها، بالإضافة إلى وجود مرمى نفايات داخل القرية حيث لا توجد حاويات للنفايات رغم مطالبات الأهالي بذلك. ويطالب الأهلي منذ أكثر من سبع سنوات بسد ترابي يحميهم من مخاطر السيول، قائلين أن البلدية قامت بالبناء لمدة يومين و توقفت إلى يومنا الحالي. ويقول عبد الله الشافعي إن ردمية الشارع انتهت أمام بيته وأن مياه الأمطار تدخل إليه وتغمره حينما تهطل. و ينتظر أهالي الجديين المياه من خزان التحلية منذ عام 1424ه والذي مضى عليه تسع سنوات وهو غير موصل إلى بيوت القرية ما عدا بعض الحنفيات المالحة خارج المشروع والتي تغص بالكلور. و قال رئيس لجنة التنمية الاجتماعية عبدالعزيز صديق إن المشروع يفترض أن يغذي 25 قرية، إلا أنه يفتقر إلى الصيانة، وأنه يتم المزج بين بئر قديمة مالحة و بئر أخرى، ولا يتم تحلية المياه، أضف إلى أن الأهالي لا يستفيدون من المشروع رغم أن الأرض هي تبرع منهم، وأنهم حالياً يقومون بشراء صهاريج المياه من حسابهم الخاص مع وجود مشروع كلف الدولة ملايين الريالات وراحت هدراً. ومشكلة الجديين ليست بالمياه فقط بل بالكهرباء أيضا والتي وصلت بشكل مؤقت منذ ما يقارب 25 عاما من محطة توليد محلية قريبة من مدينة جازان، والتي بسبب بعدها ينقطع التيار الكهربائي لخمس ساعات في بعض المرات. وأشار رئيس لجنة التنمية عبدالعزيز صديق أن الشؤون الصحية بالمنطقة اعتمدت عام 1416ه مركزا للرعاية الأولية على أرض تبرع بها أحد المواطنين عام 1410ه أي قبل 23 سنة على الرغم من أن قريتهم تعتبر أكبر قرية في السبخة. ويضيف عبدالله طروش أن بعض المواطنين الذين لا تتوفر لديهم وسائل المواصلات لا يستطيعون الذهاب إلى مراكز الرعاية في القرى المجاورة. ولم تتوقف معاناة الأهالي عند هذا الحد بل وصل بهم الحال إلى التنقل إلى القرى المجاورة للدراسة في ظل عدم توفر وسائل للمواصلات.