من مدخلها الذي يئن تحت وطأة النفايات، إلى السيول التي تتهددها في كل عام، تشتد معاناة أهالي قرية القائم (شرقي محافظة ضمد) في منطقة جازان، مطالبين بضرورة النهوض بخدماتها في كل جانب، فرغم أن القرية شهدت في السنوات الأخيرة نهضة مقدرة، إلا أن الأهالي ما زالوا يشتكون نقص الخدمات، فمخاطر السيول تحيط بالقرية، والأهالي يخشون من تداعياتها في أية لحظة، خاصة من الجهتين الشرقية والشمالية، حيث حدث أن اجتاحت السيول القائم، ولهذا يخشى من تكرارها، فيما يتطلع الأهالي لإقامة الحاجز الخرساني الذي يعتبر مصدا واقيا لدرء مخاطر السيول. تعاني قرية القائم من مشكلة مشروع التحلية الذي تعثر في منتصف الطريق، حيث لم تبدأ حتى تمديدات الشبكة في معظم الشوارع، بدعوى أن بلدية ضمد هي التي أعاقت تنفيذ المشروع لعدم تسليمهم المواقع، وهو ما نفته إدارة البلدية. توقف مشروع المياه وأشار عدد من الأهالي إلى حفريات مشروع مائي، قالوا إن العمل فيه توقف منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ولا يعرف الكثيرون عن هذا المشروع إلا عن طريق لوحة بجواره تبين أن هناك مشروعا لشبكة مياه بسعة 10000م مكعب لقرى مدينة ضمد، ويخشى الأهالي من أن تمتلئ حفر المشروع بمياه الأمطار فتشكل خطرا على أبناء القرية. رحلات الطالبات ومن ناحية الخدمات التعليمية، سبق لفاعل خير من أبناء القرية أن تبرع بقطعة أرض لإقامة مشروع تعليمي للبنات، إلا أنه ما زال ينتظر التنفيذ، رغم أن المشروع تمت ترسيته على إحدى الشركات، ما يضع حدا لمعاناة الطالبات في رحلاتهن اليومية إلى مدارس القرى الأخرى عبر طرق ترابية محفوفة بالمخاطر، وذلك في ظل عدم توفر حافلات لنقلهن إلى مدارسهن من قبل إدارة التعليم حتى يتمكن من مواصلة تعليمهن أسوة بغيرهن في القرى المجاورة. معاناة مستمرة العناء اليومي في القائم لا تخطئه العين، رغم أن القرية شهدت في السنوات الأخيرة نهضة كبيرة فإن آمال المواطنين وأحلامهم تتسع رويدا رويدا فإن كان الواقع يشير إلى ذلك فإن المأمول كثير وإمكانية تحقيقه ليست صعبة أو عسيرة هي قد تكون أفضل حالا من وصيفاتها من القرى، إلا أن نقص باقي الخدمات يحفز السكان إلى التمني والمطالبة بإكمال الناقص وسد الفجوات الخدماتية بأسرع ما يمكن كانت هناك وقفة مع سكانها الذين يشتكون من نقص في الخدمات من السفلتة وإنارة الشوارع ونظافتها، إلا أن كثيرا ما يشغل بالهم هو مشروع درء مخاطر السيول الذي يريحهم من كوارثها السنوية. الجوالات صامتة من الخدمات التي يتطلع إليها الأهالي في القائم أسوة بالقرى الأخرى خدمة الاتصالات، يقول عبد الرحمن الجعران لا ندري إلى متى نصبر على هذه الحال، أجهزة جوالاتنا صامتة طول الوقت ولا أثر لوجود شبكة في قرية القائم نضطر إلى الصعود إلى أماكن مرتفعة حتى نلتقط الإشارة من أجل الاتصال بصديق أو معرفة أحوال مريض يسكن بعيدا لكن نتمنى من إدارة الإتصالات النظر في هذه المشكلة، ولا يزال المواطن في القائم ينتظر الفرج من الشركة بفتح هذه الخدمة بعمل أبراج مثل غيرها من القرى التي استفادت من خدمة الاتصالات. النظافة حدث ولا حرج ويتحدث موسى قاسم عن المستوى المتدني للنظافة، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى وجود مكتب خدمات غير قادر في تأمين النظافة في القرية لعدم توفر المعدات -كما يقول- لذا تناثرت النفايات في شوارع القائم وتكدست في مخارج ومداخل القائم دون سابق إنذار في رفعها، وقد اضطر الأهالي إلى حلول لا تخلو من مخاطر عن طريق حرق أكوام النفايات؛ خوفا من انتشار الروائح الكريهة ودخول الحشرات الضارة إلى المنازل، مطالبين بتكثيف عمل مكتب البلدية بالشقيري ودعمه بالمعدات التي تساعد على النظافة وتوزيع حاويات في الشوارع وأمام أبواب المنازل. شوارع مظلمة وتحدث عدد من الأهالي عن حاجة القرية لإنارة شوارعها وصيانة فوانيسها المحطمة، مشيرين إلى أن شوارعهم يسودها الظلام، وقد أنحوا باللائمة على المجلس البلدي لمحافظة ضمد في فترته السابقة، الذي ترك القرية على هذه الحال دون تقديم أي خدمات تذكر، خاصة في مجال النظافة حيث تتكدس النفايات في شوارع القائم، حيث لا يوجد سوى برميلين فقط لتجميع النفايات، ما أوجد بيئة خصبة لتكاثر البعوض والحشرات، وأدى بدوره لانتشار الأوبئة والأمراض وانبعاث الروائح الكريهة، مطالبين بإنهاء عقد مكتب الخدمات المكلف بتنظيف القرية فورا، بينما لا تزال هناك شوارع ترابية تنتظر السفلتة خاصة الشارع المتجهة إلى مقبرة القرية. مجاورة الحظائر وفي سياق ذلك، يشير البعض إلى حظائر الأغنام التي تقاسم السكان السكن، ما أدى إلى تلوث البيئة ويزداد الأمر سوءا مع هطول الأمطار حيث يختلط روث البهائم بالطين والأوحال. «عكاظ» اتصلت على مسؤول مكتب الخدمات المكلف بنظافة القرية، مستفسرة عن سوء النظافة، والشوارع المظلمة، وعدم سفلتة بعضها، وفوانيسها المكسرة، إلا أنها لم تحصل على رد.