شارك الآلاف من أبناء كوريا الشمالية في تجمع حاشد واستعراض حافل أمس، بعدما عزز الزعيم كيم جونج أون قبضته على السلطة في مؤتمر لحزبه الحاكم، أعلن فيه رسميا سعي البلاد لأن تصبح قوة نووية. واستغل كيم أول مؤتمر للحزب منذ 36 عاماً في إبراز هدف كوريا الشمالية توسيع ترسانتها النووية -وهو ما يعد تحديا لعقوبات الأممالمتحدة- لكنه قال إن الأسلحة لن تستخدم إلا إذا واجهت بلاده خطراً بأسلحة مماثلة. وحدد كيم أيضا خطة خمسية لإحياء اقتصاد بلاده المتصدع رغم أنها تضمنت أهدافا قليلة وكرس الحزب سياسة السعي إلى تطوير أسلحة نووية بالتزامن مع التنمية الاقتصادية. وأبلغ كيم يونج نام رئيس الدولة – وهو منصب رمزي – الحشد المبتهج تحت سماء ملبدة بالغيوم في ميدان كيم إيل سونج بالعاصمة» بتفويض من رئيس حزب العمال كيم جونج أون، ترسل اللجنة المركزية آحر التحيات إلى الشعب والجنود الذين اختتموا معركة السبعين 70 يوماً بأعظم انتصار وزادوا المؤتمر عزة كحدث ميمون». وانخرطت كوريا الشمالية في حملة استمرت 70 يوماً لتسريع الإنتاجية في الفترة السابقة على المؤتمر. وشملت الحملة تجميل العاصمة في عمل وصفه سكان غربيون بأنه مضن أنهك عدداً كبيراً من المشاركين فيه. لكن لم يبد أي أثر لهذا في احتفال أمس، حيث أخذ الآلاف يهتفون «يعيش» وهم يرفعون بقبضات أيديهم أو يلوحون بالزهور الوردية أثناء مرورهم أمام كيم وكبار المسؤولين الجالسين على منصة القيادات. وفي احتفال أمس استبدل كيم (33 عاما) الحلة الغربية النمط التي ارتداها أثناء المؤتمر بالزي التقليدي المألوف بين زعماء كوريا الشمالية وهو سترة داكنة بأزرار حتى العنق. وابتسم كيم ولوح للحشد وتبادل أطراف الحديث مع عسكريين ومع مساعديه بالحزب حسبما عرضت لقطات بثتها وسائل الإعلام الرسمية. وحصل الزعيم الشاب الذي تولى السلطة في عام 2011 بعد وفاة والده على لقب جديد الإثنين هو رئيس الحزب، بعد أن كان يشغل منصب الأمين الأول للحزب. وكان المحللون يتوقعون هذه الترقية، إذ كانوا يتوقعون أن يستغل كيم المؤتمر في تعزيز قبضته على السلطة. قالت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية أمس، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ بعث رسالة إلى الزعيم الكوري الشمالي يهنئه على ترقيته إلى منصب رئيس الحزب الحاكم. وكان من بين التغييرات الأخرى التي شهدها المؤتمر انتخاب رئيس سابق لأركان الجيش عضواً مناوباً في المكتب السياسي للحزب وعضواً في اللجنة العسكرية المركزية. وكانت وسائل إعلام كورية جنوبية ذكرت من قبل إنه تم فصل ذلك الشخص وإعدامه. وأدانت كوريا الجنوبية طموحات الشمال النووية، ولم تر ما يدعو للتفاؤل في بادرة تصالحية أبداها كيم في مطلع الأسبوع، عندما قال إن الأمر يتطلب إجراء محادثات عسكرية مع الجنوب لبحث سبل تخفيف التوتر. وقالت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي، إن الشمال لم يبد أي إشارة على استعداده للتغيير بل اكتفى بإعلان «مزاعم غير عقلانية عن كونه دولة مسلحة نووياً». ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية الرسمية منذ صراعهما الذي امتد بين عامي 1950 و1953 وانتهى بهدنة دون التوقيع على معاهدة سلام. وتشكل كوريا الشمالية تهديدا لكوريا الجنوبية وحليفتها الولاياتالمتحدة التي تتهمها بيونجيانج بالتخطيط لهجوم نووي.