أسدلت عملية أمنية معقدة نفذتها الداخلية المصرية الستار على فصول جريمة اختطاف رجل الأعمال السعودي الحاج حسن السند، وذلك بعد نحو عشرة أيام على قيام مجهولين باختطافه. وأكد علي السند «نجل رجل الأعمال المختطف» ل«الشرق»، أن والده الذي تم تحريره من أيدي الخاطفين فجر أمس، بصحة وعافية، وتم عرضه على طبيب لإجراء فحوصات عليه والاطمئنان على صحته، وذلك بعد أن وصل لمنزله في القاهرة حوالي الساعة 11 صباحاً بتوقيت مكةالمكرمة، مبيناً أنه لم يتعرض لأي أذى جسدي من قبل الخاطفين، وأن كافة المعلومات التي لديه خلال مرحلة الاختطاف سيتم الإدلاء بها للأجهزة الأمنية المصرية. وتوجه رجل الأعمال الحاج السند بالشكر الجزيل لسفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة وللسفير أحمد قطان على الجهود الكبيرة التي قام بها، وللأمن المصري الذي عمل على إنهاء القضية، ولكافة أبناء الوطن والشعب المصري، ولكل من تعاطف معه ومع أسرته، مؤكداً أنه لم يكن يعلم بمكان احتجازه ولم يتمكن تحديد ذلك. من جانبه، وصف مدير أمن الإسماعيلية اللواء علي العزازي، في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، صحة رجل الأعمال بأنها جيدة تماماً، وليس به أي إصابات، مضيفا أن الجناة شعروا باقتراب رجال الأمن منهم في منطقة الجبال القريبة من طريق السويس والعين السخنة، عبر المجموعات القتالية التي كان يقودها اللواء رئيس المباحث جمال عبد الدايم، وقرروا تركه على الطريق وأعطوه هاتفاً محمولاً للاتصال. ونفى العزازي علمه بأي مبالغ تم دفعها للجناة مقابل إطلاق سراح رجل الأعمال السعودي، وقال إنهم تركوه بعد نجاح خطة الحصار التي فرضتها أجهزة الأمن. واختُطف آل سند، من قبل مجهولين أثناء عودته من مجموعة المصانع الخاصة به على طريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوي، بمنطقة السحر والجمال الإثنين من الأسبوع الماضي، عندما كان متوجهاً إلى مطار القاهرة للسفر إلى السعودية بعد الانتهاء من اجتماعات عمل في الإسماعيلية. وتابعت «الشرق» تفاصيل الحادثة أولاً بأول على صفحاتها منذ اليوم الأول لوقوعها وحتى عودة المواطن سالماً لذويه. وضجت وسائل الإعلام في يوم الثلاثاء 26 إبريل الماضي بخبر اختطاف رجل أعمال سعودي في جمهورية مصر العربية في ملابسات لم تكن واضحة، لتنفرد «الشرق» حينها بنشر تفاصيل الخبر بشكل عاجل والتي تبين بأن تفاصيله تعود إلى الإثنين 25 إبريل 2016م وتحديداً الساعة 10:57 صباحاً دخل رجل الأعمال السند لمصنعه برفقة سائقه في السيارة التي تقله بحسب ما رصدته كاميرا المراقبة المثبتة في المصنع واطلعت «الشرق» على بعض تفاصيل المعلومات فيها، وبعد مضي نحو ساعتين أو أكثر وتحديداً الساعة 1:43 من ظهر اليوم نفسه غادر السند المصنع برفقة سائقه بعد انتهائه من اجتماع عمل سالكاً طريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوي بمنطقة السحر والجمال الأسبوع الماضي، ومتوجها إلى مطار القاهرة للسفر إلى السعودية، وتم إيقافه في الطريق وإنزاله من السيارة بطريق مصر – الإسماعيلية، وتهديده بأسلحة نارية، واصطحابه وسائقه داخل سيارة خاصة بالمتهمين، والفرار هرباً. وتلقت الأجهزة الأمنية بعد اختطافه بلاغاً من شركة المجني عليه، بتغيبه وعدم حضوره اجتماعاً كان مقرراً عقده مساء الإثنين، يوم الحادث، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى طريق مصر – الإسماعيلية وعثرت على سيارة المختطف. وبينت التحريات أن المختطف صاحب شركة «الشمس للصلصة»، حضر إلى القاهرة منذ 4 أيام، وأنه يمتلك فيلا في المجمع الخامس، ولديه عدة مشاريع استثمارية داخل القاهرة، وأضافت أن شريك رجل الأعمال السعودي، لواء سابق في جهة سيادية، وسبق أن تم خطف ابن الشريك منذ 3 سنوات، وتم دفع فدية 3 ملايين جنيه، نظير إعادة المجني عليه، وأن أجهزة الأمن تبحث في الجريمة الأولى، ومدى صلتها بالجريمة الحالية. وأشارت المصادر إلى أنه تم إخطار وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، بالواقعة، ووجه بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى لكشف غموض الواقعة. وانقطعت في اليوم الثالث للحادثة أخبار المختطف وبدأ القلق يساور الجميع حول مصيره، وبدأت الشائعات والقصص تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، وأكد نجله الذي كان موجوداً في مصر لمتابعة حادثة الاختطاف ل»الشرق»، بأن المعطيات المتوفرة لديهم تقول بأن دوافع اختطاف والده غير سياسية وأن غرضها الابتزاز المالي فقط. وبعد أيام من القلق على صحة وسلامة السند، تلقت الأسرة في اليوم الخامس لعملية الاختطاف اتصالاً اطمأنت فيه على صحة وسلامة والدها، وتأكد حينها بأن الخاطفين كانوا يريدون الفدية فقط، الأمر الذي أكد للجهات الأمنية بأن الحادث جنائي وليس سياسيا، ولتضع كل هذه المعطيات حداً للشائعات والقصص التي كانت تتداولها بعض وسائل الإعلام حول خفايا وتفاصيل الحادثة. وفي اليوم السادس لعملية الاختطاف ضجت وسائل الإعلام بخبر مفاده بأن الخاطفين طلبوا فدية تقدر بخمسة ملايين جنيه مقابل تحرير السند، إلا أن أسرته رفضت التعليق على ما أشيع في وسائل الإعلام من أن الخاطفين طالبوا عبر اتصال هاتفي فدية خمسة ملايين جنيه لإطلاق سراحه، وأكدوا بأن كثيرا مما ينشر هو شائعات لا مصدر لها ولا يعرفون عنها شيئاً، مشيدين في الوقت ذاته بتعاطي «الشرق» مع الحادثة. وفي اليوم التاسع لعملية الاختطاف، أبدت أسرة رجل الأعمال المختطف تفاؤلها بانفراج قريب رغم عدم تلقيها «أي جديد» بخصوص الحادثة. وأكد نجل رجل الأعمال علي السند ل «الشرق»، أنه «لا جديد حتى الآن» ، وفسر تفاؤله بأن هناك ما يدور خلف الكواليس من مفاوضات مع الخاطفين أو تحركات أمنية لم يرغب في الإشارة إليها حتى لا يؤثر ذلك على مجريات القضية. ويدور سؤال قد يكون غامضاً عند البعض حول إطلاق الخاطفين سراح المختطف آل سند دون أي مطالب، وبالتالي أين ذهب الابتزاز المالي المزعوم؟ على الرغم من أن الأهم في ذلك هو عودته سالماً لذويه، فالحاج السند هو رجل أعمال معروف يقطن محافظة القطيف وله أياد بيضاء على أبناء، مجتمعه ويملك أحد أكبر مؤسسات استيراد وتصدير الفواكه والخضار. تناقلت مواقع لصحف مصرية روايةً أمس مفادها دفعُ أسرة رجل الأعمال السعودي، حسن السند، 5 ملايين جنيه لخاطفيه مقابل الإفراج عنه. ونقلت صحيفة «اليوم السابع»، على موقعها الإلكتروني، عن مصدرٍ «أمني» قوله إن أسرة السند دفعت الفدية وأن الخاطفين تسلَّموها ثم تركوا رجل الأعمال في منطقة وادي حجول على طريق السويس واتصلوا بذويه. ونسبت الصحيفة إلى المصدر أنه لا توجد أي آثار اعتداءات على رجل الأعمال، إذ كانت صحته جيدة، فيما «تم تحديد المتهمين وأسمائهم وسيتم القبض عليهم خلال وقت قريب». ونشرت البوابة الإلكترونية لصحيفة «الوفد» معلوماتٍ مشابهة. وكتبت «بعد 10 أيام من اختطاف رجل الأعمال السعودي حسن علي آل سند؛ قام مختطفوه فجر الخميس بإطلاق سراحه بعدما ألقوه وسائقه في إحدى المناطق على طريق السويس الصحراوي، بعد دفع فدية مالية قدرها 5 ملايين جنيه تم الاتفاق على دفعها بين الخاطفين وأسرة المجني عليه عن طريق مكالمات تليفونية». وأشارت «الوفد» إلى نفي مصادر مقربة من رجل الأعمال ما تردَّد عن إطلاق سراحه بعد تضييق الخناق الأمني على الجناة. وذكرت المصادر ذاتها أن السند نُقِلَ إلى أحد المستشفيات للكشف عليه وبيان مدى تعرضه إلى إصابات من عدمه. وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة «خلال الساعات الماضية تم الاتفاق مع الخاطفين بعد الاطمئنان على رجل الأعمال السعودى حسن علي السند تليفونيّاً، وتم الاتفاق مع الخاطفين على مبلغ الفدية، وتم دفع المبلغ في الساعة الرابعة فجر الخميس في أحد المدقات الجبلية بطريق الإسماعيلية- السويس». ويعود الاختطاف إلى ال 26 من إبريل الفائت حينما كان المجني عليه وسائقه على طريق مصر- الإسماعيلية الصحراوي صوب مطار القاهرة الدولي. ونشر الموقع الإلكتروني لصحيفة «البوابة» تقريراً مطولاً عن الحادثة ذهب إلى ما ذهبت إليه «اليوم السابع» و»الوفد»، وهو أيضاً ما نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة «فيتو».