تعاقب عشرات مجالس الإدارات على قيادة نادي الهلال السعودي في الأربعين عاما الماضية، لكن لم تتمكن أي من هذه الإدارات أن تقنع جمهور الزعامة على الرضى بما دون المركز الأول، فالفريق الأزرق الذي يحمل صفة "زعيم نصف الأرض"، والحاصل على لقب نادي القرن في آسيا، هو الفريق الثابت في جميع المنافسات على مدى عقود، وهو الفريق الوحيد الحاصل على بطولة كأس مؤسس الدولة السعودية الثالثة التي تقام كل 100 عام. وبناء على المعطيات التاريخية، استمر الهلال طرفا ثابتا في المنافسة على الدوري منذ ثمانينات القرن الماضي، حيث حقق درع الدوري عدة مرات، ولم يبرح المراكز الثلاثة الأولى في ذلك الزمن الذي شهد صولات النصر وجولات الاتفاق ونجومية الأهلي، ولم يغب عن بطولة الدوري في عقد التسعينيات، رغم ظهور الليث الشبابي وعودة الاتحاد إلى المنصات، وبقاء بصمة النصر في ذلك العقد، وهو العقد الذي سبق فيه الهلال جميع الأندية السعودية لنيل لقب القارة الصفراء كثاني فريق عربي يحققها قبل استقبال القرن الحادي والعشرين. وفي أول عقد من الألفية الجديدة، حقق الهلال بطولة آسيا وواصل الظفر ببطولة الدوري تارة والمنافسة عليها تارة أخرى، وهو الفريق الآسيوي الوحيد الذي سيطر على بطولة القارة الصفراء ست مرات، ما يعني أن الهلال فريق عالمي غير متوج بلقب العالمية التي نالها النصر قبل الهلال ثم الاتحاد بعد، فهذا اللقب لم يظفر به الهلال بسبب تقصير الاتحاد الدولي وليس قصر القامة الزرقاء التي لطالما شرفت الكرة السعودية في مختلف المحافل الدولية، فالكل يعرف أن الهلال حقق جميع البطولات التي يحق له المشاركة فيها، ولم يبق طعم للفوز لم يتذوق الجمهور الأزرق لذته. وفي العقد الأخير حقق الهلال بطولة الدوري، واستمر في المنافسة الآسيوية، فضلا عن أنه بقي مسيطرا سيطرة شبه تامة على كأس ولي العهد على مدى عقد كامل لم يسمح لأحد أن يفرح به غير الأهلي مرة واحدة، والنصر مثلها. وتواجه الإدارة الهلالية الحالية ومعها مدرب الفريق واللاعبين غضبا عارما بسبب الخروج من بطولة الدوري، ثم مغادرة بطولة كأس الملك على يد الفريق الأهلاوي مرتين في مواجهتين متتاليتين في جدة والرياض. ويأتي هذا الغضب من الجماهير الزرقاء على الرغم من تحقيق الهلال نصف البطولات المحلية هذا العام، وذلك بعد فوزه بكأس السوبر أمام النصر بداية الموسم الحالي، وحصوله على كأس ولي العهد أمام الأهلي. ولم يكبح الجمهور الأزرق جماح غضبه على فريقه المرصع بذهب البطولات، بل نالت صحيفة "الشرق" نصيبا من هذا الغضب، بسبب النقد المبطن للفرقة الزرقاء في العنوان الذي تصدر الصفحة الأولى للصحيفة أمس (والذي لم تقصد في التقليل من شأن الزعيم أو الإساءة إليه)، وكأن لسان حال جمهور الزعامة لا يقبل أن تحاسب الصحافة فريقها، فهذه الجماهير كفيلة بمحاسبة كل من يحمل شرف خدمة الهلال.