رفض المشاركون في أولى الجلسات الدولية لمنتدى جدة الاقتصادي الثاني عشر (ما بعد التكتلات) أمس، أن يكون ارتفاع أسعار البترول وراء تعطل النمو في بعض الاقتصادات الناشئة، واتفقوا على ضرورة التخلص من الفساد الذي كان مسؤولاً عن تعطيل قطار التنمية والإنتاج في بعض الاقتصادات الناشئة التي تمثل نسبة 33 % من مجمل الاقتصاد العالمي، ويتوقع أن تمثل نسبة 50 % خلال السنوات المقبلة، حسب البروفسور في جامعة ماريلاند الأمريكية أنيل غوبتا. ولفت المتحدثون إلى أن آثار الأزمة المالية التي عانت منها أمريكا وبعض دول أوروبا لن تنتهي قبل نهاية العام الجاري.وناقشت الجلسة السعي لتحقيق النمو الاقتصادي للدول الناشئة في ظل وجود الديون، وأدارها الإعلامي ريز خان. اتجاه صحيح ودعا رئيس وزراء باكستان الأسبق شوكت عزيز المملكة إلى التركيز على استثمار إنتاج البترول ومشتقاته، وقال إن السعودية تتمتع بمركز جغرافي رائع، وتتمتع بإنتاج جيد من البترول، وأتصور أنها تسير في الاتجاه الصحيح، وعلينا أن ندرك أنه ليس بإمكان أي دولة أن تفعل كل شيء بمفردها بمعزل عن الآخرين، حتى الصين التي حققت نمواً بنسبة 8% لا تعمل بمفردها.وأفاد أن عدم تماسك سياسات البلدان الأوروبية أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية بشكل مثير للقلق، مشيرا إلى أن الاقتصادات الناشئة تحتاج إلى الإدارة السليمة وانخفاض أسعار النفط، مستشهداً بالتجربة الصينية، التي ينتظرها نمواً اقتصادياً هائلاً في حالة عدم ارتفاع أسعار النفط. ولفت إلى أن كل بلد ينظر للطاقة والبترول على أنه مساهم في عوائد الموازنة، وقال: عندما ترتفع الأسعار لابد أن نقدم دعماً، ولا يمكن أن نلقي اللوم على الأوبك في رفع أسعار البترول. جزء من السيادة وقال هناك عبرة ودرس ينبغي أن نخرج به، فعندما يكون هناك اتحاد اقتصادي ناجح لابد أن يساهم ذلك في التنازل عن جزء من السيادة لكيان أكبر، وهذا صعب على بعض الدول، لافتا إلى أن المعاهدة المالية التي تم الاتفاق عليها مؤخراً بين الاتحاد الأوربي خطوة في هذا الاتجاه، والتطور الذي حدث للنمور الجدد مثل الصين والهند اعتمد بشكل كبير على تنازلات، إذ سمحوا بدخول الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير. خلق وظائف من جهته، دعا مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الاقتصادية جوزيه فرنانديز،إلى ضرورة خلق وظائف في الدول الناشئة والنامية، مشيراً إلى أن بلاده نجحت في السنوات الخمس الماضية في خلق ثمانية ملايين وظيفة الأمر الذي ساهم في تجاوز الأزمة المالية العالمية في 2008م. وأضاف: هناك نوعان من المخاطر، الأول ما حدث في المكسيك التي نجحت في الحفاظ على نموها، والثاني في اليونان التي شهدت انهياراً اقتصادياً كبيراً في الآونة الأخيرة. ركود أوروبي ورأى المستشار الاقتصادي في وزارة البترول والثروة المعدنية محمد الصبان، أن الاقتصادات الناشئة هي الأكثر جذباً في المشهد العالمي، متوقعا أن يعود الاتحاد الأوروبي إلى الركود الاقتصادي ولن يتعافى قبل نهاية العام، في حين سيكون هناك نمو ضعيف جداً للاقتصاد الأمريكي.وقال: نحن نرى أن الطلب على النفط انخفض في بلدان أوروبا، بينما زاد في الصين، ونحن نواكب الوضع باعتبارنا نصدر النفط، مرجحا أن الطلب على النفط سينخفض أكثر في الفترة المقبلة. وأضاف أن السعودية تراقب بقلق المشهد الدولي، إثر الأزمات التي تمر بها البلدان الأوروبية، والولايات المتحدة. تزايد الطلب وأشار إلى أن هناك زيادة في حجم الإقبال على النفط من البلدان الخليجية وخاصة السعودية، حيث بلغ حجم الطلب الصيني على النفط السعودي أكثر من مليوني برميل، بينما هناك انخفاض في حجم الطلب للبلدان المتقدمة بنحو مليوني برميل.وروى الصبان الجملة التي قالها وزير البترول المهندس علي النعيمي لبعض الوزراء الأوروبيين، عندما قال لهم: (لن نبيع لكم البترول مجاناً، أعطونا فقط الضرائب التي تجمعونها من الناس)، معربا عن اعتقاده أن ارتفاع سعر البترول لا ينبغي أن يسبب أزمة لدى بعض الدول المتطورة. لكن من المهم البحث عن مصادر عديدة أخرى للطاقة.وقد طالب أحد السعوديين من حضور المنتدى في مداخلته، أن تكون العربية هي اللغة الرسمية للمنتدى.