عطفاً على مقالتي أمس عن (تشفير) الشيخ أنور عشقي للحور العين، منعاً ل(استغلال الإرهابيين للشباب، والإيحاء لهم بأن الحور العين تستقبلهم في الجنة عشية تفجيراتهم الدامية)، أو كما قال، تعالوا نستعرض اليوم فتاوى (الرجل الثمانيني). تنفلق المجالس بين (وعكة) مجتمعية وأخرى عن فتاوى تتسلّل و(تتحرّف) وتنحرف عبر وسائط إلكترونية غير موثوقة، قد تكون نفسها في مرمى (مفتي) يقطع دابرها بالتحريم (ذات فتوى). وعلى سبيل المثال (لا الفتوى)، ملحق فتوى إرضاع الكبير الذي يقول بعدم الإرضاع من الثدي مباشرة، بل أخذ الحليب بطريقة مناسبة). والطريقة المناسبة هذه لو لم تُستوعب جيداً، ستفتح الباب واسعاً عن مُنتج جديد على طريقة الجوّال الإسلامي: (بُشرى سارة، ماكينات شفط حليب شرعية..). وبقية نص الإعلان غالباً ما سيطلب رئيس التحرير تعديله كي لا يكون هدفاً لفتوى مضادة! عليه.. من الضرورة بمكان لأي مبتعث، التأكد من مصادر الحليب الهولندي قبل إقدامه على الزواج من هولندية، شعبها كله قد يكون (أخاً) في الرضاعة للدنيا والعالمين من شافطي الحليب الأبيض المتوسط. ما علينا.. دخل رئيس وزراء السودان السابق، الإمام الصادق المهدي لحَلَبَة الفتوى وقال بجواز قبول شهادة النساء في عقود النكاح، وتشييع الموتى، ومحاذاتهن للرجال في الصلاة كما في الحرم المكي، مقارباً بفتاواه لآراء صهره الشيخ الترابي. ولأن الفتوى بالفتوى صارت تذكر وتنفى وتصحّح على أيّامنا، وصف رئيس الرابطة العالمية لعلماء النفس المسلمين، الدكتور مالك بدري، آراء الترابي والمهدي بأنها (فتاوى الرجل الثمانيني)، وأضاف: (من الطبيعي لمن في سنهما أن يقل ميله للنساء خلافا للشباب، ولهذا جاءت فتاواهما على هذا النحو)، أو كما قال! يعني لو تامر حسني أفتى حيصيّع الشيوخ؟!