غارقون في جميع أنواع العنصرية، ومع ذلك «يوطوطون»، ويقولون: لسنا بعنصرية الغرب الكافر! شدني هذا التعليق، الذي كثيراً ما أسمعه في مجتمعي: «هل أنت بنغالي»؟ إشارة إلى قلة الفهم والوعي. مع الأسف الشديد تنتشر مثل هذه العبارة العنصرية البغيضة في مجتمع ينبذ دينه هذا التمييز العنصري لوناً وجنساً ونسباً وبلداً، وكرد منطقي على هذه العقليات، التي تستصغر المجتمعات الأخرى، أستطيع القول: إن هناك شخصيات مرموقة في تلك المجتمعات التي ينفرون منها، ومنهم الشاعر والروائي البنغالي طاغور، الذي حاز على جائزة نوبل للآداب، وهي التي لم نعرفها نحن العرب إلا من خلال نجيب محفوظ «المصري»، فمع الأسف الشديد لا أعرف أي خليجي فاز بجائزة نوبل حتى الآن! وربما لو قُدِّر لهؤلاء البشر الوصول إلى ما نحن عليه الآن من إمكانات، ومستوى وأدوات خاصة بالتعليم لأنتجوا، وأبدعوا، وأفادوا البشريه أكثر من «العنصريين»، وقد أكد رسول الله في خطبة «حجة الوداع» على نبذ العنصرية بصفته من أهم أسس توثيق الوحدة الإنسانية، حيث قال، صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى ألا هل بلغت اللهم أشهد». لكل شيء قيمة في هذه الحياة مهما كبر، أو صغر في نظرنا، لذا علينا عدم التقليل من شأن الآخرين أو تصغيرهم، وعلينا اتباع منهج واحد في حياتنا، وهو منهج احترام الآخرين وذلك باحترام الذات. القاعدة في ذلك بسيطة جداً وهي: «إن لم تحسن فلا تؤذِ».