حقق الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون فوزاً كبيراً مساء الثلاثاء في الانتخابات التمهيدية الحاسمة في ولاية نيويورك ما عزز فرصهما في نيل ترشيح كل من حزبيهما من أجل خوض السباق الرئاسي الأمريكي في نوفمبر. ومن جانب الجمهوريين فاز ترامب بنسبة 60.5% من الأصوات مقابل 25.1% لحاكم أوهايو جون كاسيك و14.5% لسناتور تكساس تيد كروز المحافظ المتشدد بحسب النتائج شبه النهائية للتصويت. ولدى الديموقراطيين فازت كلينتون بنسبة 57.9% من الأصوات مقابل 42.1% لسناتور فيرمونت بيرني ساندرز. وفوز كلينتون التي شغلت منصب سناتور نيويورك بين 2001 و2009 يفتح أمامها طريق نيل تنصيب الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية بدون أي منازع تقريباً. وقالت من فندق في مانهاتن برفقة زوجها بيل وابنتها تشيلسي إن «السباق للتنصيب في مراحله الأخيرة، والفوز متوقع». وأضافت كلينتون التي تطمح لأن تصبح أول رئيسة أمريكية في التاريخ «شكراً نيويورك، لقد أثبتم مرة جديدة أنه لا يوجد مكان أفضل من المكان الذي ننتمي إليه». وفوز دونالد ترامب سيتيح للملياردير الجمهوري استئناف تقدمه على خصمه الرئيس تيد كروز بعد هزيمة مذلة في 5 أبريل في ويسكونسن. من برج ترامب في مانهاتن قال المرشح الجمهوري «أقول للأشخاص الذين يعرفونني جيداً، سكان نيويورك إنه حين يمنحوننا مثل هذا النوع من التصويت، إنه أمر رائع تماما». وأضاف في خطابه «سنستعيد قوتنا وعظمتنا، لا يمكنني الانتظار أكثر». وترامب الذي أعاد تنظيم فريق حملته الرئاسية في الأسابيع الماضية كان يرغب بشدة بالفوز في هذه الولاية ومدينته في مواجهة كروز الذي يهدد مواقعه في السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري. ومني كروز بهزيمة ساحقة في نيويورك التي لم يغفر له سكانها انتقاده «قيمهم». وكان من المهم أيضا لكلينتون (68 عاما) أن تحقق فوزا بعد سلسلة من 7 هزائم من أصل 8 عمليات اقتراع، أمام منافسها الديموقراطي- الاشتراكي بيرني ساندرز منذ 22 مارس. والحملة بين الطرفين كانت حامية في نيويورك. وبيرني ساندرز (74 عاما) الذي ولد في بروكلين قام بحملة في هذه المدينة بدون هوادة ونظم لقاءات انتخابية لآلاف المؤيدين المتحمسين الذين جاءوا للاستماع لخطاباته حول الثورة السياسية. لكن عندما حان وقت التصويت، فضلت غالبية من الديموقراطيين كلينتون، السيدة الأولى السابقة والسناتور سابقاً ووزيرة الخارجية السابقة في عهد الرئيس باراك أوباما، التي نسجت علاقات وثيقة مع هذه الولاية وتحظى بشعبية لدى الأقليات واستخدمت بشكل منهجي خبرتها. أما ترامب (69 عاما) فقد ركز حملته خارج نيويورك في مناطق ريفية أو مدن تضررت من جراء الأزمة الاقتصادية حيث يبدو أن رسالته الشعبوية حول إعادة عظمة أمريكا، وصلت إلى الناخبين. لكنه على خلاف قوي مع القاعدة التقليدية للحزب الجمهوري التي يتهمها بعرقلة مسار تعيينه مرشحا رسميا للحزب. وترتدي انتخابات نيويورك أهمية كبرى لأنها الولاية الثانية، بعد كاليفورنيا، من حيث عدد أصوات المندوبين: 247 للديموقراطيين و95 للجمهوريين. وتمنح الأصوات بالنسبية لدى الديموقراطيين. أما لدى الجمهوريين فإن دونالد ترامب قد ينال أصوات 81 مندوباً إذا حصل على 50% من الأصوات في كل دائرة. من جانب الديموقراطيين، أعلن ساندرز أنه لن يتراجع عن ترشيحه. وقال «لقد خسرنا، لكن لا يزال هناك 5 انتخابات تمهيدية الأسبوع المقبل، وأعتقد أنه سيكون لدينا نتائج جيدة». وبدون انتظار النتائج، توجه بيرني ساندرز الثلاثاء للقيام بحملة في بنسلفانيا مثله مثل كاسيك وكروز. وتنظم بنسلفانيا انتخابات تمهيدية في 26 أبريل، إلى جانب كونيتيكت وديلاوير وميريلاند ورود إيلاند.