تبنَّى النواب الأوروبيون أمس نظاماً جديداً لتبادل بيانات المسافرين بين دول الاتحاد الأوروبي بما يتيح رصد المتطرفين. وأنهى القرار 5 سنوات من نقاشٍ تصاعد بعد اعتداءات باريسوبروكسل في شهري نوفمبر ومارس الماضيين. وبأغلبيةٍ ساحقة؛ تبنَّى البرلمان الأوروبي خلال جلسته في مدينة ستراسبورج الفرنسية نظام «سجل أسماء المسافرين». جاء ذلك بعد حلِّ مسألة «المخاوف بشأن الخصوصية» التي أثارتها المفوضية الأوروبية. وكانت المفوضية اقترحت القانون للمرة الأولى في 2011. واعتبر نائب رئيس المفوضية، فرانس تيميرمانس، ومفوض الشؤون الداخلية، ديمتريس أفراموبوليس، أن «هذا النظام الجديد سيُحسِّن سلامة وأمن مواطنينا». ولاحظا، في بيانٍ مشترك، أن المجزرة التي وقعت في باريس في نوفمبر واعتداءات بروكسل الشهر الماضي أظهرتا «ضرورة أن تُحسِّن القارة ردها المشترك على الإرهاب». و»من شأن القانون الجديد أن يعزِّز هذا الرد»، على ما ورد في البيان. وكانت تركيا رحَّلت أحد انتحاريي مطار بروكسل، إبراهيم البكراوي، إلى أوروبا، لكن لم يتم رصده رغم كونه مطلوباً في بلجيكا. وحصل القانون الجديد، الذي يهدف أيضاً إلى تكثيف مكافحة الجريمة المنظَّمة، على 461 صوتاً مقابل 179 وامتناع 9 نواب عن التصويت. وأمام دول الاتحاد الأوروبي، وعددها 28، عامان لتحويل هذا القانون إلى قانون محلي. لكن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، توقع بدء بلاده في التطبيق هذا الصيف. ورأى رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، في بيانٍ له أن «البرلمان اتحد متجاوزاً خلافاته السياسية ليصوِّت بأغلبية كبيرة». وكثَّفت فرنسا من تبنِّيها مشروع القانون الذي يشبه القوانين الأمريكية، وذلك بعد اعتداءات باريس التي خلَّفت 130 قتيلاً. وقدَّمت مسعى آخر للمصادقة على هذا القانون بعد اعتداءات بروكسل التي أدت إلى مقتل 32 شخصاً. إلى ذلك؛ قررت السلطات البلجيكية الاستمرار في احتجاز 6 أشخاص لمدة شهر للاشتباه في ضلوعهم في الإرهاب على خلفية اعتداءات باريسوبروكسل. ومن بين الستة البلجيكي محمد عبريني (31 عاماً)، وهو «الرجل صاحب القبعة» الذي رصدته كاميرات المراقبة في مطار بروكسل إلى جانب البكراوي وانتحاري آخر قبل تنفيذ هجومهم. ومنذ اعتقاله؛ وُجِّهَت إلى عبريني تهمة «ارتكاب جرائم قتل إرهابية»، حيث يُعتقَد أنه لعب دوراً لوجستياً. كما يحتجز لمدة شهر آخر السويدي الجنسية، أسامة كريّم، الذي شوهد على كاميرات المراقبة مع خالد، شقيق إبراهيم البكراوي. وفجَّر خالد نفسه في مترو بروكسل بالقرب من مقر الاتحاد الأوروبي.