سألني أحد الزملاء والذي لا يزال يجاهد في ميادين الخدمة الاجتماعية حتى الآن سؤالا، مؤداه ما هي العلاقة المهنية مفهوما وتصورا حتى يضاهيها بما لديه من خبرة اجتماعية وعلاقة مهنية؟ والسبب في هذا السؤال هو إسقاط الخير والعلاقة المهنية المكتسبة في ميدان العمل الاجتماعي نتيجة لنقله بحكم تجديد الدماء ليبدأ في ميدان جديد، وهو الميدان الذي وجد نفسه فيه من الميدان المهني القديم إلى الميدان الجديد، الذي سوف يقضي ردحا من الوقت ليكتسب بعضا من الخبرة والعلاقة المهنية المهارية في ميدان خيروي جديد يحتاج إلى علاقة مهنية جديدة. شممت من هذا السؤال رائحة عدم التجانس في النقل بحكم تجديد الدماء، ودار بذهني تصور ذو أبعاد مختلفة يجعل من الإجابة التحدث عن مخرجات نمط وظيفي يتوجب أن يكون منظما ومميزا في كافة مناحي الحياة (الاجتماعية والاقتصادية والمهنية) وهل يجمع هذا النمط قيما وظيفية متباينة وإذا لم توظف بصورة دقيقة ومتكاملة والنظر إليها ككيان اجتماعي له مقومات وميكانزمات متفاعلة؟ حيث إن العلاقة المهنية في هذا الموقف هي الركيزة الأساسية في استراتيجيات التنمية المستدامة استنادا إلى قيمها ومقوماتها. لقد استرجعت في ذهني ماهية الخبرة والعلاقة المهنية لدى عالم الاجتماع العربي ابن خلدون ووافقه بعد ذلك ماكس فبروكارل ماركس وغيرهم، فموضوع الخبرة والعلاقة المهنية لديهم هو اعتبارها أحد مقومات التقدم، فالمهنة في ميدان الصناعة والتجارة والخدمات الاجتماعية هي المحور الوحيد كشرط أساسي للتطور والتقدم لأي مجتمع من المجتمعات الإنسانية، التي تهدف رفعة شأن مواطنيها مع الوضع في الاعتبار أن الخبرة والعلاقة المهنية ترتبط بنمط الحياة وأسلوب الفكر والسلوك. ويجدر القول إن القائد الناجح في أي مجال من المجالات المهنية أن يكون بارعا في مهنته بمعنى أن يكون له موضع ومكانة ودور مهني مشرف، بالإضافة لإنجازات مرموقة تسمح له في موقعه بالأداء الجيد والقدرات التي تعينه على الإنجاز المتطور وخاصة في مجال العمل الاجتماعي. ومن خلال تجربتي الشخصية في مجال العمل الاجتماعي الوظيفي فإن الموظف الذي سوف يعمل في ميدان الخدمة والرعاية الاجتماعية، سوف يأتي للإدارة الجديدة بشعور الاغتراب أمام كم من المهمات والأداءات والممارسات السلوكية بإدارة لم يألفها ولم يتدرب على مسؤولياتها من قبل لا سيما أنه سوف يتعامل مع أنفس بشرية متغيرة بين لحظة وأخرى، ويستشعر بأنه في حاجة لعلاقة مهنية جديدة وخبرة ينقل إليها خبرته ومعارفه قد تم نقله إلى مكان آخر بحكم تجديد الدماء ويبقى بالمكان الجديد بلا فاعلية وبلا حيوية فترة ليست قليلة من الوقت، فالعلاقة المهنية تتضمن المعرفة والمبادئ والمهارات والقيم السلوكية وهذا حسب النظرية (السلوكية) التي تستهدف زيادة الأداء الاجتماعي والوظيفي المهني وحل مشكلات العمل العارضة وتقدم أساليب المعونة النفسية والتوضيح والتبصير واستخدام آليات العمل الهادفة في ممارسة سلوك التفاعل الاجتماعي الوظيفي لمن يتعامل معهم. فتجديد الدماء قد يؤدي إلى أمارات الحيرة والتوتر الذي لايصلح تطبيقه إلا في بعض القطاعات. والحقيقة أن العلاقة المهنية التي تنتج من الخبرة تنمو فهي ليست جامدة بل هي مرنة تعتمد على أمرين: نوع العمل، وشخصية الموظف أو المهني القائم بالعمل والمسؤول عن توجيه سلوك التفاعل على أساس من الاتجاهات المكتسبة، وسلوك الممارسة على أساس المعرفة وهي مكتسبة أيضا وهي مدعومة بالثقة والاطمئنان. وهكذا تراكم الخبرة في الممارسة (ويرجع في ذلك إلى نظريات التنظيم والتعلم) مما يؤدي إلى التغير في أساليب العمل مما ساعد على إدخال أساليب المهارة الاجتماعية الحديثة بميادين العمل الاجتماعي. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 267 مسافة ثم الرسالة