في نظام الجمعيات التعاونية الصادر في 1429ه نصت المادة الثانية منه على الآتي: «تعد جمعية تعاونية كل جمعية يكونها أفراد طبقًا لأحكام هذا النظام؛ بهدف تحسين الحالة الاقتصادية والاجتماعية لأعضائها، سواء في نواحي الإنتاج أو الاستهلاك أو التسويق أو الخدمات، باشتراك جهود الأعضاء متبعة في ذلك المبادئ التعاونية، ويجب أن يشتمل اسم الجمعية على ما يدل على صفتها التعاونية، ونوع عملها». من يَزر الموقع الرسمي لمجلس الجمعيات التعاونية، يجد أن المجال الاستهلاكي تم وضعه في المرتبة الأولى الأكثر إلحاحًا في الخطة الخمسية الأولى للمجلس – الحالية -، وهو ما يؤكد على العمل الجاد من أجل تأسيس جمعيات تعاونية استهلاكية في المقام الأول، وقد عبر المجلس عن طموحه بأن تكون المملكة العربية السعودية في عام 2020 ضمن أفضل عشر دول في مجال الاقتصاد التعاوني على مستوى العالم. أثناء كتابتي المقال بلغ عدد زوار الموقع الرسمي لمجلس الجمعيات التعاونية (18630) زائرًا، وهو رقم ما يزال ضئيلًا مع ما يتصف به الموقع من مزايا بحثية وخدمات ومعلومات. يأتي في مقدمة أهداف الجمعيات التعاونية الاستهلاكية أمران مهمان، هما: – توفير المواد الغذائية الاستهلاكية. – المساهمة في الحد من ارتفاع الأسعار. لقد بدأ العمل التعاوني في المملكة – بصفة رسمية – في عام 1381ه، حيث صدر نظام الجمعيات التعاونية – أي قبل خمسة وخمسين عامًا – ولكن العمل التعاوني أخذ في التوسع والتنوع في السنوات الأخيرة بعد صدور النظام الجديد للجمعيات التعاونية. وصل عدد الجمعيات التعاونية – العاملة والمرخصة – إلى (218) جمعية – بحسب ما أدلى به المهندس حمود الحربي، أمين عام مجلس الجمعيات التعاونية في هذا الأسبوع لبرنامج المستشار الزراعي في إذاعة الرياض – الذي قال أيضًا: إن (220) جمعية تعاونية جديدة يجري العمل على ترخيصها من وزارة الشؤون الاجتماعية، وهو رقم يماثل عدد الجمعيات الموجودة حاليًا. في الأسبوع الماضي كنت ضمن عدد من رؤساء مجالس الجمعيات التعاونية المشاركين في ملتقى الجمعيات التعاونية التشاوري في منطقة عسير، الذي شارك فيه المستشار محمد المحيسن – مدير عام مجلس الجمعيات التعاونية – ممثلا لمجلس الجمعيات، وقد زرنا صرحًا تعاونيًا يعد مفخرة بحق للعمل التعاوني في بلادنا. زرنا الجمعية التعاونية لمنتجي الدواجن بعسير – تعاونية عسير – التي تكونت من صغار منتجي الدواجن بالمنطقة وعددهم (62) منتجًا؛ ليكونوا عبر الجمعية كيانًا كبيرًا قادرًا على الاستمرار والمنافسة والتوسع، واستطاعوا أن يقيموا مسلخًا مستقلًا للدواجن تابعًا لجمعيتهم، يساهم في دعمهم كمنتجين، ويحقق آمالهم وطموحاتهم في تشغيل مزارعهم، هذا الكيان التعاوني الضخم يتوزع على كثير من محافظات منطقة عسير، ففي محافظة تثليث يوجد مشروع الفقاسة (فراخة الصوص) الذي بلغت تكلفته خمسة وسبعين مليون ريال، وبطاقة إنتاج تبلغ أربعين مليون بيضة سنويًا. يعد المسلخ أكبر مشاريع جمعية عسير، حيث بلغت تكلفته أكثر من 200 مليون ريال، ويقع على مساحة 160ألف متر مربع، ويعمل بطاقة إنتاج قصوى تبلغ 60 مليون طير في العام، ويقول رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عبد الله بن كدمان، بأن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل – أمير منطقة عسير سابقًا – وجه بوضع المسلخ في محافظة محايل عسير من أجل تنمية المكان، وهو ما تحقق فعلًا، إذ أتاح فرص عمل لأبناء المحافظة التي يبعد عنها بحوالي 19 كم، وقد زرنا المكان المخصص لخط الإنتاج الجديد الذي سيفتتح قريبًا؛ لتوفير فرص عمل نسائية أيضًا. من الأمور المهمة في هذا المسلخ المعايير العالية – العالمية – في عمليات الإنتاج المختلفة، عبر أتمتة دقيقة بدءًا باستقبال الطير حتى التخزين والتسويق؛ للحصول على منتج متميز بجودة عالية، مع تخفيف الهدر، حيث تستخدم تصفية بيولوجية للمياه وفق تكنولجيا حديثة في محطة خاصة متوافقة مع معايير الهيئة الملكية للجبيل وينبع فيما يخص النفايات السائلة، كما تتم الاستفادة من تدوير المخلفات والحصول على منتجات تحتوي على نسبة بروتين عالية يسهل بيعها؛ لتوافقها مع استخدامات مصانع الأعلاف. بلغت الاستثمارات في قطاع إنتاج الدواجن أكثر من 45 مليار ريال، ويعد الإغراق بالمنتجات المستوردة من أكبر التحديات التي تواجهه، وهو ما يستدعي تدخل الدولة لحماية المنتجات الوطنية، ودعم أنشطة تسويقها بين المناطق؛ كي تستمر وتتوسع. وقفة: يوجد فيلم تعريفي بتعاونية عسير على: (YouTube) عنوانه: (دواجن أصول) يعطي لمحة تفصيلية رائعة عن أنشطتها ومنتجاتها والآلية التي تعمل بها.