من المشكلات التي تشكِّل هاجساً كبيراً للتربويين في الميدان التربوي، مشكلة تأخر الطلاب عن حضور الطابور الصباحي، نظراً لأهميته من حيث عملية التجمع، والنظام، وتنشيط الجسم، والعقل من خلال التمارين الرياضية اليومية، والإذاعة المدرسية، وقد حاول بعض التربويين التعرف على أهم الأسباب المؤدية إلى ذلك، فوجدوا أن منها: السهر: حيث إن السهر من غير وجود حاجة، يُعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الطلاب بسبب غفلة أولياء الأمور عنهم، وعدم متابعتهم لأبنائهم، حيث يساهمون في ذلك بشكل كبير، خصوصاً في هذا الوقت، فكثير من الأبناء يستيقظون متأخرين، وبالتالي يكون هناك تأخر عن المدرسة، ومن الضروري أن يكون هناك حرص على الأبناء، مع عدم إتاحة الفرصة لهم لأن يسهروا، وإجبارهم على النوم المبكِّر حتى يستيقظوا بنشاط، إضافة إلى منعهم من مرافقة «أصحاب السوء»، الذين يجبرونهم على السهر، وكذلك منعهم من استخدام «الملهيات» داخل المنزل من التلفاز، إلى ألعاب الكمبيوتر، التي تساهم في السهر، وإتاحتها في أوقات محددة للأبناء. بُعد المسافات: أيضاً يُعد من أسباب التأخر، خصوصاً إذا ما كانت المدرسة بعيدة، فالمسافة البعيدة تجبر الطلاب على التأخر، خاصة إذا ما قطعوا المسافة مشياً على الأقدام، كذلك يمكن أن يحدث تأخير حتى بوجود المواصلات في حالة قيام ولي الأمر بإيصال أبنائه إلى مدارسهم، كل فرد منهم إلى مدرسته، والمشكلة الكبرى إذا ما كان الأبناء في مدارس متفرقة بينها مسافات بعيدة. ومن الأسباب أيضاً، أن هناك مجموعة من الطلاب يتعمدون عدم حضور الطابور الصباحي لعدم حبهم التمارين الصباحية، وكرههم لها، ومن المؤسف، أن عدم التقيد بالأنظمة، خاصة قواعد السلوك والمواظبة من قِبل المسؤولين في إدارات المدارس، ساهم في ذلك الأمر، إضافة إلى الأسلوب، الذي يسير عليه مدرس التربية البدنية، وطريقة التعامل مع هؤلاء الطلاب، فمن الواجب عليه حثهم على حب هذه التمارين، وإغراؤهم للقيام بها، والتنويع فيها بدلاً من الأسلوب المتبع دائماً باللجوء إلى الشدة، والعقوبات غير التربوية لمَنْ يتمادى منهم. وتكمن أهمية الطابور الصباحي في أنه مهم ومفيد جداً للصحة، وفيه تحريك للجسم والعضلات، كما يعوِّد الطلاب على الالتزام بالنظام، ويساعد على الهدوء، والالتزام الصفي، وينشِّط العقل، فالطالب حينما يقوم من النوم، ويتوجَّه إلى الفصل مباشرة في الغالب يكون متكاسلاً متثاقلاً، لذلك لابد من تنشيطه جسمياً وذهنياً من خلال تأدية التمارين الصباحية بشكل متوازن، ليكون جسمه أكثر استعداداً لبداية يوم دراسي. وتؤكد تعليمات وزارة التعليم على الاهتمام بالطابور الصباحي، وضرورة التنويع في التمارين الرياضية، واعتبار ذلك مسؤولية الجميع، وليس معلم التربية البدنية فقط، والاعتماد على كتاب «دليل النشاط الصباحي»، الذي يتضمن النشاطات الصباحية الحرة، والبرامج الثقافية والرياضية في الاصطفاف الصباحي، ودور النشاطات الطلابية المتنوعة في النشاط الصباحي، والعناية بالتمرينات الصباحية وملاءمتها المرحلة.