تنتشر ظاهرة التأخير الصباحي في عدد من مدارس البنين في منطقة عسير لأسباب متفاوتة، فمنهم من يرى أن الرتابة في برنامج الطابور الصباحي والتمارين الصباحية، وانعدام عنصر التشويق الذي يجعل الطلاب يتعمدون التأخر عن الطابور الصباحي، بينما هناك من يعتبر أن عدم التفعيل الجيد لبرنامج الإذاعة المدرسية اليومي، أو تفعيلها من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى هذا الوضع. ويقول سعيد بن عرفج (أحد أولياء الأمور)، إن من ضمن الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الطلاب عن الطابور الصباحي يتمثل في غياب الحزم الإداري، والاكتفاء بتأخير الطلاب خمس دقائق عن الحصة الأولى. من جهته، يرى خالد البشري أن تأخير الطلاب من باب العقاب يؤثر على سير الحصة الأولى، حيث دخولهم المتأخر يجبر المعلم على التوقف من الشرح، وقطع تركيز زملائهم مع الحصة. بينما حمل عبدالله العبيدي من أولياء الأمور، المرشد الطلابي في المدارس مسؤولية هذا التأخير جراء عدم بحثه أسباب المشكلة، وإيجاد الحلول اللازمة لمنعها. فيما اعتبر فايز الشهري أن عدم تعاون المنزل مع المدرسة في متابعة الطلاب وتفعيل دور الإذاعة المدرسية السببان الرئيسان في تنامي هذه الظاهرة. وأوضح المعلمون عبدالله آل لجهر وناصر الحواشي وعبدالله الشهراني وعلي بن رايزة وعبدالعزيز الحطم أن من طرق العلاج لجذب الطلاب للحضور مبكرا طرح مسابقات ثقافية ورصد جوائز عينية كتشجيع لهم، وحث الآخرين على المشاركة في إذاعات قادمة وتقديم بعض البرامج الفكاهية الخفيفة والأخبار الرياضية الداخلية والخارجية، وتفعيل التمارين الرياضية وإيضاح فوائدها وتغيير النمط من حين لآخر. وطالب المعلمون بإضافة عنصر التشويق والإثارة كالطلب من بعض الطلاب المتخصصين في الدفاع عن النفس وإبراز مواهبهم أمام طلاب ومعلمي المدرسة أو إقامة مباريات استعراضية لا تتعدى الخمس دقائق في الدفاع عن النفس، وتفعيل دور الإدارة والحزم في التعامل مع الطلاب المتأخرين بالتعاون مع المرشد الطلابي بعد دراسته أسباب المشكلة والمتابعة اليومية، وتفعيل التعاون بين المنزل والمدرسة واستدعاء ولي أمر الطالب وتوضيح أسباب المشكلة. من جهته، أكد المرشد الاجتماعي عبدالله الأحمري أنه يجب على إدارة المدرسة تبصير الطالب بالأسباب الكامنة وراء سلوك التأخر الصباحي مع تناوله ومحاولة خفضه والوقوف على مدى فاعلية جلسات البرنامج الإرشادي في خفض حدة سلوك التأخر الصباحي على أن يتم تقديم خدمات علاجية تتمثل في خفض سلوك التأخر الصباحي وخدمات إرشادية تتمثل في أن يتعلم الطلاب أسلوب حل المشكلات وتعميم هذه الخبرة على مواقف أخرى مشابهة في الحياة والتعرف على الأفكار غير العقلانية ودحضها وإحلال أفكار عقلانية للحد من التأخر الصباحي وخدمات تربوية تتمثل في تحسين التحصيل الأكاديمي لأفراد المجموعة. من جهته، قال مدير إدارة الإعلام التربوي في إدارة التربية والتعليم في منطقة عسير أحمد آل فرحان يتحتم على إدارات المدارس للقضاء على مشكلة التأخر الاجتماع مع الطلاب وتوضيح أهمية الحضور المبكر وتوجيههم إلى سلبيات التأخير وإشراك الطلاب المتأخرين في الإذاعة الصباحية والعمل على تكريم الطلاب الذين يحرصون على المواظبة من المتأخرين. وقال أحمد آل فرحان إن الآثار المترتبة على التأخر عن الطابور الصباحي والحصة الأولى تكمن في ضعف التحصيل الدراسي والحرمان من الدروس، وخصوصا دروس الحصص الأولى وتناقص درجات المواظبة وتعطيل مصالح أولياء أمورهم عند مخاطبتهم بالحضور إلى المدرسة في وقت يمكن تلافي ذلك من الطالب وأسرته. وبين آل فرحان أن فوائد حضور الطابور الصباحي تنشيط الدورة الدموية والتي تؤدي إلى تنشيط الذاكرة والقدرة على التفكير والاستيعاب والاستماع إلى بعض المواعظ والتعليمات والتوجيهات الإرشادية من خلال الإذاعة الصباحية والانتظام في الدراسة مع بداية الحصة الأولى والمشاركة الفاعلة في برامج الإذاعة المدرسية لما في ذلك من فوائد عديدة والتي منها اكتشاف مواهب الطالب وتنميتها.