أجمع عدد من الأمهات والتربويَّات على أنَّ تأخر العديد من الطُلاَّب والطالبات عن موعد بدء الدراسة بات ظاهرةً تتكرَّر في العديد من المدارس في الآونة الأخيرة، مُضيفات أنَّ العديد منهم لا يحضرون إلاَّ بعد مُضيّ جزء كبير من بداية الحصة الأولى، مُشيراتٍ إلى وجود العديد من الأسباب الرئيسة التي تتسبَّب في ذلك، ومنها عدم نوم الأبناء في وقت مُبكِّر، أو لأنَّ بعض إخوتهم مِمَّن يشاركونهم ركوب سيارة العائلة نفسها هم سبب هذا التأخير، إلى جانب أنَّ سكن بعضهم في مناطق سكنيَّة بعيدة عن المدرسة يُساهم أيضاً في هذا التأخير، لافتاتٍ إلى أنَّه من خلال البحث والتقصِّي عن أسباب تأخير العديد منهم هذا العام وُجد أنَّه ناتجٌ عن وجود العديد من التحويلات الجديدة في بعض الشوارع التي تسلكها المركبات التي تعمل على إيصالهم إلى مدراسهم. جهود مُضنية وأوضحت "أم محمد" – ربَّة منزل- أنَّها ارتاحت كثيراً أثناء الإجازة الدراسيَّة الماضية كثيراً؛ نظراً لأنَّها لم تكن مُضطرةً إلى إصدار الأوامر اليوميَّة لأبنائها وبناتها فيما يتعلَّق بالنوم والاستيقاظ المُبكرين، الأمر الذي جعلها بمنأى عن التعب اليومي الذي تجده من عدم تنفيذهم لأوامرها التي ترى أنَّها تصب في مصلحتهم بالدرجة الأولى، مُضيفةً أنَّ بدء الدراسة للعام الحالي جعلها تعود هي ووالدهم إلى المربع الأول الذي يبدأ عادةً مع أول يومٍ دراسي. وأوضحت أنَّ أبنائها لا يذهبون إلى الفراش إلاَّ في وقتٍ متأخر وذلك بعد مُشاهدة البرامج التلفزيونيَّة والانتهاء من مُمارسة الألعاب الاليكترونيَّة عبر أجهزتهم الذكيَّة، إلى جانب تصفُّح الانترنت عبر أجهزتهم المحمولة، مُشيرةً إلى أنَّ هذه الأمور مُجتمعة تُعد السبب الرئيس في عدم استيقاظهم من النوم باكراً، لافتةً إلى أنَّها تبذل عادةً جهوداً مُضنية في سبيل إيقاظهم، ومع ذلك فإنَّ بعضهم لا يستيقظ إلاَّ بعد أن تستعين بوالده من أجل إيقاظه. وسائل تقنية وبيِّنت "أم سعد" - مديرة مدرسة- أنَّ تأخر الطالبات عن موعد بدء الدراسة بات ظاهرةً تتكرَّر في العديد من المدارس في الآونة الأخيرة، مُضيفةً أنَّ بعضهنَّ لا يحضر إلاَّ بعد مُضيّ جزء كبير من بداية الحصة الأولى، مُوضحةً أنَّها وزميلاتها المعلمات بالمدرسة يعين أهميَّة الحضور المبكر ويُبذلن جهوداً كبيرة في سبيل علاج هذه المُشكلة والبحث عن أسبابها، مُشيرةً إلى وجود العديد من الأسباب الرئيسة التي تتسبَّب في ذلك، ومنها عدم نوم الطالبة في وقت مُبكِّر، أو لأنَّ بعض إخوتها مِمَّن يشاركونها ركوب سيارة العائلة نفسها هم سبب هذا التأخير، إلى جانب أنَّ سكن بعض الطالبات في مناطق سكنيَّة بعيدة عن المدرسة يُساهم أيضاً في هذا التأخير، لافتةً إلى أنَّه من خلال البحث والتقصِّي عن أسباب تأخير العديد من الطالبات هذا العام وُجد أنَّه ناتجٌ عن وجود العديد من التحويلات الجديدة في بعض الشوارع التي تسلكها المركبات التي تعمل على إيصالهنَّ إلى المدرسة. نوم الطالب في الفصل نتيجة لسهره ليلاً وأضافت أنَّ من بين الأسباب أيضاً الازدحام المروري في بعض الشوارع، وكثرة عدد من يرافق الطالبة في سيارة العائلة أو الحافلة التي يتم استئجارها من قِبل ولي أمر الطالبة لهذا الغرض، مُشيرةً إلى أنَّ الجانب المُظلم في هذا الشأن يتعلَّق بنوم بعض الطالبات في الفصل أثناء شرح المُعلِّمة للدرس نتيجة سهرها وعدم نومها في وقتٍ مُبكِّر. وقالت "شمَّه ناصر" - معلمة متقاعدة- : "ظاهرة تأخُّر العديد من الطلاب والطالبات في المدارس من الأمور التي انتشرت في العديد من المدارس في السنوات الأخيرة"، مُضيفةً أنَّ مردَّ ذلك يعود لانتشار وسائل التقنية الحديثة التي أصبحت في متناول العديد من الأبناء والبنات، إلى جانب سهرهم أمام التليفزيون، مُشيرةً إلى أنَّ العديد من الأبناء باتوا يُمارسون هواياتهم المُتمثِّلة في لعب الألعاب الاليكترونيَّة ومُتابعة مواقع التواصل الاجتماعي من تحت غطاء فراشه، لافتةً إلى أنَّ العديد من الآباء والأمهات يُخطئون كثيراً في ترك هذه الوسائل بين أيدي الأبناء وفي داخل غرفهم، مُستذكرةً حال طلاب وطالبات الأمس الذين لم يكن لهذه الأجهزة أيّ وجود في حياتهم؛ مِمَّا جعل العديد منهم ينامون مُبكراً ويستيقظون مُبكراً لأداء صلاة الفجر ومن ثمَّ الذهاب إلى مدارسهم بكُلِّ يُسرٍ وسهولة، مُبيِّنةً أنَّ الآباء والأمهات لم يكونوا يتعبون كثيراً في إيقاظهم أو أمرهم بالنوم مُبكراً كما هو عليه حال العديد من الآباء والأمهات اليوم. عطلة طويلة تنقل الأب بين أكثر من مدرسة يزيد من تأخر الطالبات عن الطابور «أرشيف الرياض» وأشارت "أم عبدالحميد" - ربَّة منزل- إلى أنَّ مُعظم الآباء والأمهات أصبحوا يُعانون كثيراً جرَّاء تأخُّر أبنائهم وبناتهم في النوم والاستيقاظ المبكرين، مُضيفةً أنَّ معظم الأجهزة والوسائل التقنيَّة الحديثة التي من حولهم لها اليد الطُولى في هذا الأمر، مُوضحةً أنَّ العطلة الصيفيَّة الطويلة لعبت دوراً كبيراً في هذا الجانب، إذ أثَّرت كثيراً في مواعيد نومهم واستيقاظهم بشكلٍ جعلهم يعتادون السهر ليلاً والنوم نهاراً، مُشيرةً إلى أنَّ بدء العام الدراسي الجديد من شأنه أن يُعيدهم إلى الوضع الطبيعي في هذا الشأن، لافتةً إلى أنَّها لم تُعان هذا العام – ولله الحمد- في عمليَّة نوم أو استيقاظ أبنائها وبناتها، مِمَّا جعلهم يذهبون إلى مدارسهم وجامعاتهم في الأوقات المُعتادة، بيد أنَّ إحدى جاراتها أخبرتها أنَّ المدرسة المتوسطة التي تدرس فيها ابنتها اتصلت عليها مرَّتين منذ بدء العام الدراسي نتيجة تأخُّر ابنتها في الحضور إلى المدرسة صباحاً، مُبيِّنةً لها أنَّ السبب في ذلك يعود للتحويلات الجديدة التي طرأت على بعض الشوارع مؤخراً. أسباب مقبولة وأيَّدتها في هذا الشأن "أم فالح" – معلمة-، مُؤكِّدةً أنَّ للمدرسة دورا كبيرا في عدم تأخُّر الطلاب والطالبات في الحضور مُبكراً وذلك من خلال المتابعة الدقيقة، مُضيفةً أنَّ تأخُّر الطالبات – بحكم عملها- لا يشكِّل ظاهرة لافتةً للنظر، مُوضحةً أنَّ الأسباب التي تدعو البعض لهذا التأخير عادةً ما تكون أسباباً مقبولةً ومُقنعة، ومن ذلك بُعد المسافة بين البيت والمدرسة، أو مرض الطالبة، أو تعطُّل السيَّارة، وأحياناً وجود مُشكلات أسريَّة في منزل الطالبة قد تؤثِّر على عدم استقرارها وجعلها قلقة، مُشيرةً إلى أنَّ للأسرة دورا كبيرا في الاهتمام بتعويد الأبناء والبنات على الالتزام بموعد نومٍ مُبكِّر، مُبيِّنةً أنَّ هذا سيُساعد كثيراً على الحضور إلى المدرسة في وقتٍ مُبكِّر دون تأخير. ظروف صعبة ولفتت "وضحى عبد العزيز" - سيَّدة أعمال- إلى أنَّ العديد من الطلاب والطالبات قد يتأخرون عن المدرسة لظروفٍ صعبة، مُضيفةً أنَّ الوعي وحُب الطالب للمدرسة بات يتنامى يوماً بعد يوم، فالوعي وحب العلم جعل الجميع يشعر بأهميته والحرص عليه، مُشيرةً إلى أنَّ الصحف نقلت قبل أيَّام خبراً مُحزناً مفاده مقتل فتاة هندية على يد والدتها لأنَّها طلبت من والدتها درَّاجةً لتذهب بها إلى مدرستها البعيدة عن قريتها، ولأنَّ الأسرة لا تمتلك قيمة الدرَّاجة أقدمت والدتها على قتلها مُباشرةً، لافتةً إلى أنَّ العبرة من ذكر هذه القصة بيان اهتمام الجيل الحالي من الأبناء بالتعليم، مُشدِّدةً على أن تلعب الأسرة دوراً إيجابياً في علاج مُشكلة تأخُّر أبنائها وبناتها – إن وُجدت- عبر البحث عن الأسباب ومعالجتها، مُبيِّنةً أنَّ على المدرسة كذلك دور مُهم في هذا الجانب. وجود الأجهزة الحديثة داخل غرف الأبناء يجعلهم يسهرون ليلاً ويتأخرون عن المدرسة صباحاً أسس تربويَّة وأكَّدت "جوهره العبدالله" – تربوية- على أنَّ الأسس التربويَّة الحديثة تقتضي متابعة الأبناء والبنات منذ مرحلة ماقبل المدرسة "رياض الأطفال"، مُضيفةً أنَّ تعويدهم على الاهتمام بالمدرسة وتحبيبهم لها مُنذ الصغر يُعدُّ على درجةٍ كبيرةٍ من الأهميَّة، مُشيرةً إلى أنَّ الآباء والأمهات سيكتشفون مع الأيام أنَّهم نجحوا في تعويدهم على الدراسة والحرص عليها، لافتةً أنَّ لأُسرة الطالب والطالبة دورا كبيرا في تعزيز حُب المدرسة لديهم، وبالتالي سنجدهم بمرور الوقت أكثر حرصاً على الالتزام بمواعيد النوم والاستيقاظ من أولياء أمورهم، مُبيِّنةً أنَّها بحكم عملها شاهدت العديد من الحالات التي كانت الطفلة الصغيرة تأتي فيها إلى المدرسة وحرارتها مرتفعة وعندما يتم الاتصال بوالدتها فإنَّها تُشير إلى أنَّ البنت نفسها أصرَّت على الحضور حتى لا تفوتها المواد الدراسيَّة، مُشدِّدةً على الدور الكبير والايجابي للمدرسة في هذا الجانب عبر علاج حالات تأخُّر بعض الطلاَّب والطالبات عن الحضور للمدرسة في الوقت المُحدَّد.