بلا مقدمات، سأكتب لأن أيامنا التي نعيشها تعتبر قصة قصيرة، نعيشها كل صباح.. حيث الجمال الذي «يجلو» خطايا الأمس، علينا أن نعيش أحراراً كما خُلقنا.. لا توجد مشكلة مع الحزن الذي يقدم أسبابه وكأنه يهمس لنا، علينا القيام بتغييرها، والابتعاد عن كل هذه الأحزان، وتجاهل الشعور بأن هذا النوع من الحزن رحيم، الحزن المزعج هو الذي لا نعلم فيه لماذا نحن هكذا. السعداء وحدهم مَنْ عرفوا أن الحزن لا يغيِّر لديهم شيئاً، ولا يمنحهم أي منفعة ترتجى، لذا قرروا أن يكونوا مبتسمين للحياة.. السعداء حقاً مَنْ عرفوا نوع فناجينهم، وهم مَنْ ذهبوا بأقدامهم لاستقبال بريدهم كل صباح، وحدهم مَنْ قاموا بتكوين هوية ليومهم، يستقبلون من خلالها رسائل من أناس لا يتوقعونهم.. السعداء هم مَنْ يتصفون بالنبل الحقيقي، ومَنْ يفعلون الأعمال الجيدة دون أن يعلم بها أحد.. في تلك اللحظة التي تشعر فيها بأنك حزين، ولا تملك أي مبرر لذلك الحزن، عليك أن تفترش سجادتك، وتنحني إلى الله، و»تسجد». في تلك السجدة ستعيد بناء ذاتك، وتجعلها مريحة.. إنها شكاوى السجود رغم صغر الموضع، إلا أنه للروح أوسع من هذه الدنيا.. في تلك اللحظة التي تهمس من خلالها في أذن الأرض.. فيسمعك مَنْ في السماء.. لا يوجد ما يمنعك من أن تبتسم، وليس هناك ما يستحق الحزن، حارب هذا الشعور من خلال حُسن الظن بالله.. إن السعادة موجودة دائماً وأبداً، وهي لا تحتاج إلا أن تفتش عنها.. هي فقط تريد مَنْ يراها مباشرة دون وسيط. من أهم أسرار السعادة أن يتذكر الإنسان دوماً ما رزقه الله من نِعم، قبل أن يتذكر تلك الأحزان. كن بسيطاً كي تكون سعيداً.. وجميع تلك القضايا لا تتحقق إلا عندما تكون من الله قريباً.