ليت أن من يسوقون للسجود بإعلان علاجي يتوقفون عن تسطيح هذه القيمة العظيمة و الشعيرة المجيدة لولو الحبيشي - المدينة السعودية مع انتشار وسائل البث الخلوي و المحادثات الهاتفية ، التي تنشر كل شيء في لحظات لأرجاء المعمورة ، كثر تداول النصح بالسجود للتخلص من الإرهاق أو التوتر أو الصداع الدائم أو العصبية أو خشية الإصابة بالأورام ، مشفوعا بدراسة نسبت للدكتور محمد ضياء الدين حامد أستاذ العلوم البيولوجية.خلصت لأن الإنسان يتعرض لجرعات زائدة من الإشعاع ويعيش في معظم الأحوال وسط مجالات كهرومغناطيسية الأمر الذي يؤثر على الخلايا و أن السجود المتجه للكعبة المشرفة كفيل بتخليص الجسم من هذا كله حين يكون في وضعية السجود ، و لهذا تباشر الكثيرون بهذا النصر العظيم لشعيرة إسلامية و اجتهدوا في نشرها و زاد آخرون روايات عن ذهول كثير من الأمريكان في أحد المطارات بسجود المصلين و سؤال أحدهم عن السجود كون طبيبه النفسي نصحه بالسجود للتخلص من الاكتئاب . و لهذا تلح بعض الأسئلة لمناقشة تلك الدراسة و تلك الرواية ، هل سجود الكفار يخلصهم من الاكتئاب دون أن يتضمن شكل السجود مضمونه الأهم ( الخشوع و التبتل و الإنابة و التسليم و التذلل ) ؟ و لمَ يسهل علينا تفريغ السجود من محتواه التعبدي وهو الأساس ، لأن التخلص من الاكتئاب و القلق و التوتر غالبا حاصل ما تمكن المسلم من الانقطاع عن الدنيا و المشاغل و انفرد مع ربه في لحظات تشبه أحلام اليقظة يغيب فيها عن كل ألم و كل هم و يرى نفسه حقا بين يدي العزيز العظيم فيخجل أن يلتفت لسواه ؟ إن ورود السجود في أكثر من تسعين موضعا في القرآن أمر يختص بالخشوع و التذلل لله و إراحة القلب و الوجدان في جلال الله عز وجل ، و ليس للعلاج من الأوساط الكهرومغناطيسية و تبعاتها ، كما تضمن أربع عشرة سورة مواضع لسجود التلاوة ولم يكن ركوع تلاوة ، لأن في السجود عمقا وارتياحا واستقرارا يتيح للمسلم أن ينقطع بالسجود لله عن الدنيا و لذا قال صلى الله عليه و سلم : أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ إِذَا كَانَ سَاجِدًا « فليت أن من يسوقون للسجود بإعلان علاجي يتوقفون عن تسطيح هذه القيمة العظيمة و الشعيرة المجيدة ، و ليتأملوا قوله تعالى : « يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون « . و ليبحثوا عن معجزات السجود الوجدانية و فضله كعبادة تتضمن التفلت من الدنيا و التلذذ بالتذلل لله وحده و ليس غير ذلك لأن لا شيء أسمى و أجمل من ذلك ، و ليبادروا بتجربة هذا النوع من السجود الوجداني شاكرين الله عز وجل إذ مكنهم منه في حين حرم منه أشخاص يتمنونه ولا يستطيعون لإعاقات أو مرض أو هرم .