أفاد المتحدث باسم قوات التحالف الداعم للشرعية اليمنية، العميد أحمد عسيري، بأن العمليات العسكرية الكبرى للتحالف أوشكت على الانتهاء، مشدِّداً في الوقت نفسه على حاجة اليمن إلى استمرار الدعم إلى المدى الطويل لتجنب تحوُّله إلى ليبيا ثانية. وأخبر عسيري وكالة «فرانس برس»، خلال مقابلة صحفية في مكتبه في الرياض، بتوقُّف المعارك تقريباً على طول الحدود السعودية- اليمنية بعد جهود الوساطة التي بذلتها عشائر الأسبوع الماضي. وتقود المملكة التحالف الذي يضم دولاً عربية وإسلامية منذ 26 مارس الماضي دعماً للحكومة الشرعية في مواجهة انقلاب الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح. وتمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من استعادة مناطق واسعة، وتسعى حالياً للتقدم في اتجاه صنعاء. وأوضح العميد عسيري «نجد أنفسنا حالياً في نهاية مرحلة المعارك الكبيرة». ووفقاً له؛ ستشهد المراحل المقبلة العمل على إعادة الاستقرار وإعادة إعمار البلاد. وشدَّد العميد عسيري على أن الرياض لن تتخلى عن اليمن. ولفت إلى تعلُّم قوات التحالف من تجربتي الولاياتالمتحدة حين سحبت قواتها من العراقوأفغانستان قبل أن يكون البلدان قادرين على فرض الأمن. وأبان في الصدد ذاته أن المملكة لا تريد الاقتداء بما قامت به القوات الغربية في عام 2011 عندما وجَّهت ضربات جوية في ليبيا للمساعدة في إسقاط حكم معمر القذافي قبل أن تنسحب تاركةً الفوضى وراءها. وشرح قائلاً «لا نريد أن يتحول اليمن إلى ليبيا ثانية، لذلك علينا تقديم الدعم للحكومة والوقوف إلى جانبها مرحلةً بمرحلة حتى تصبح قادرة على إقرار السلام والأمن واستقرار الشعب». ورداً على سؤالٍ حول الفترة الزمنية المطلوبة؛ رفض عسيري تحديد مهلة زمنية. وقال «لا يمكن أن نحل المشكلات في 30 يوماً». وعن الوساطة بين قوات الشرعية والمتمردين التي أفضت إلى تراجع حدة المعارك؛ ذكر أن محادثات الأسبوع الماضي لم تكن اتفاقاً مع الميليشيات لكن التحالف دعم الجهود لمصلحة الاستقرار في اليمن. وأشار إلى إتاحة وقف إطلاق النار إرسال مساعدات إنسانية إلى قرى يمنية على الحدود وإفساح المجال لإزالة الألغام. و«منذ ذلك الحين؛ وصلت مساعدات غذائية وطبية إلى صعدة، معقل الحوثيين»، بحسب تأكيده. في الوقت نفسه؛ قال عسيري إن قذائف ما زالت تُطلَق «بين حين وآخر» على جنوب المملكة. ولفت إلى احتفاظ التحالف بحق الرد «لكن عدد الهجمات عبر الحدود تراجع والوساطة القبلية أعطت مفعولها». إلى ذلك؛ رفض عسيري تحديد تكلفة العمليات حتى الآن، موضحاً «لا معنى للمال حين يتعلق الأمر بالأمن القومي».