نساء يبحثن عن أدوية لتغيير ملامح الأجنة، أو بشراتهن. مبالغ هائلة تهدرها الفتاة عندما يقترب موعد زواجها. شباب يسخرون من بحث الفتيات عن مثل هذه الأمور في مقاطع ينشرونها، يتحدثون فيها بسخرية عن الأشياء الغريبة، التي تبحث عنها الفتيات من كريمات، وإبر، وخلطات، وحتى عمليات تجميل، لماذا؟ هؤلاء الفتيات لسن أميات، أو غير مثقفات، ولكن ما الذي جعل الفتاة السعودية تبحث عن هذه الأمور الغريبة؟ ببساطة، لأنك «أيها الشاب» مَنْ تجبر هذه المسكينة على فعل أمور عجيبة لتجعلك راضياً عنها كيلا تقوم بإرسالها إلى بيت أهلها، وتقول لها: «عفواً لم أعد أرغب بكِ زوجة». قرأت قبل فترة عن رجل طلَّق زوجته بسبب تغيُّر لون بشرتها، وقد علَّلتْ له هذا الأمر، بأنه بسبب أثر الحمل عليها، لكنه أخذها إلى بيت أهلها، وأخبرها بأنه سيرسل إليها ورقة الطلاق بكل بساطة. وقرأت قبل فترة أيضاً عن تقدم فتاة إلى المحكمة بطلب خُلع من زوجها لأن مظهره لا يناسبها، فرفضت المحكمة طلبها، وحوَّلتهما إلى «إصلاح ذات البين» للتقريب بينهما. ما المختلف بين الموقفين؟ المختلف أن الرجل أخذ مكان المرأة، والعكس بالنسبة إليها، فهل من المعقول أن يتم الطلاق بكل هذه البساطة بين الزوجين دون تقريب، أو إصلاح؟ ثم لماذا لا يُطبَّق نظام طلب الخلع على الطلاق أيضاً، فلا يعقل أن تنتهي حياة زوجية بسبب تغيُّر لون، أو تقدم عمر، أو تصرفات عفوية؟ فهذا رجل يطلِّق زوجته بسبب بكائها على خروج أحد المتسابقين في إحدى القنوات، فهل يعقل هذا؟ هل سترضى أن تطلب زوجتك الخلع فقط لأنك غاضب من خسارة فريقك لكرة القدم؟ لماذا لا تتدخل المحكمة هنا أيضاً، ويُطلب الإذن منها للحد من حالات الطلاق المتزايدة. العلاقات الزوجية أصبحت تُهدم لأسباب غبية جداً، وهنا أتساءل: أين دور لجان إصلاح ذات البين عندما يعتزم الرجل طلاق زوجته؟ وبعد كل هذا نشتكي من زيادة عدد حالات الطلاق في البلاد بشكل مخيف. لابد أن يتم طلب الموافقة على الطلاق من المحكمة مثل الخلع تماماً، وإلا فهل هذه الأسباب كافية ليقوم الرجل بتطليق زوجته؟! شاهدت مرة مقطعاً لرجل غربي، يسخر من نظام الطلاق لدينا، فيقول: «يكفي أن يقول الرجل: أنتِ طالق». بل إن الطلاق أصبح الآن يتم عبر رسالة مكتوبة في ورقة للزوجة وهي في زيارة إلى بيت أهلها! ما هو موقف هذه المسكينة، وأهلها، وأطفالها، وهي تتلقى تلك الرسالة دون ذكر أسباب إنهاء العلاقة الزوجية. عندما أقرأ عن تلك الحالات بهذه الطريقة، أشعر بظلم مثل أي امرأة سعودية، تشعر بأن هناك حالة استخفاف ذكوري بالمرأة. وفي ختام هذه المقالة أقول: لا تلوموني على هذا الاقتراح في زمن أصبح فيه الرجل أكثر سوءاً من المرأة.