بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ورئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم بن عبدالله الجبوري، العلاقات الثنائية وأوجه التعاون البرلماني بين البلدين. وقال رئيس البرلمان العراقي في تصريحٍ صحفي لاحق، إن حواراً معمَّقاً جرى مع خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وولي ولي العهد، وبحث في طبيعة العلاقات الثنائية. وأكد الجبوري وجوب دوام واستمرار وتوطيد العلاقة بين بلاده والمملكة. وكان الملك سلمان بن عبدالعزيز، استقبل رئيس مجلس النواب العراقي في مكتبه في قصر اليمامة أمس. وحضر الاستقبال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى العراق ثامر بن سبهان السبهان. وحضر من أعضاء البرلمان العراقي عبود العيساوي، وآلاء الطالباني، وندى عنتر. ووصف رئيس مجلس الشورى السعودي العلاقات بين البلدين والشعبين بالتاريخية، وشدَّد على أهمية السعي إلى تعزيزها لاسيما على صعيد العلاقات البرلمانية. wولفت، خلال لقاءٍ مع الجبوري في مقر المجلس إلى حرص خادم الحرمين الشريفين على توثيق العلاقات مع الدول العربية والإسلامية. متابعاً: «مبادرته وتوجيهاته، رعاه الله، كلها تصب في صالح الشعوب العربية والإسلامية، ووحدتها واستقرارها». وقدَّم آل الشيخ نبذةً عن مسيرة «الشورى»، ولجانه المتخصصة، ودورَيه التشريعي والرقابي، مرحِّباً بالجبوري، ومثمِّناً له والوفد المرافق تلبية دعوة المجلس إلى زيارة المملكة. ووصف الجبوري من جهته السعي السعودي إلى إيجاد فرصة وحدة إسلامية ب «مبادرة حقيقية، تدل على فهم المملكة دورها ومسؤوليتها التاريخية في الدفاع عن قضايا الأمة؛ وسعيها إلى إيجاد الحلول الواقعية لهذه القضايا من خلال حالة التضامن العملية التي تمثَّلت مؤخراً في التحالف الإسلامي». وتطلَّع إلى أن تكون مبادرة التحالف خط البداية لتكوين القوة الإسلامية العربية الفاعلة، والقادرة على حماية مقدرات الأمة وهويتها من الإرهاب، ومن كل محاولات الهيمنة التي تسعى إلى تغييب الهوية وتغييرها. وشدَّد على أهمية التواصل والتنسيق والعمل المشترك بين بلاده والمملكة لتوحيد الرؤى والجهود «لتعود الأمة إلى حالة التكاتف، والوحدة، والاندماج، وتغادر حالة التفرق، والمشاحنة، والمناكفة، والانكفاء». وأشار إلى كون تاريخ العلاقات الديبلوماسية بين البلدين حافلاً بالمواقف الإيجابية، مبيِّناً «ليس هناك أي موقف يجعلنا في حرج من علاقاتنا عبر التاريخ، ونعتز بهذه العلاقة، ونعمل على ترسيخها وتقويتها من خلال إدامة التواصل والحوار والتعاون بين بلدينا». وعدَّ الجبوري، أن أي تراجعٍ لهذه العلاقات ليس إلا حدثاً طارئاً ومؤقتاً، ومصيره إلى الزوال في ظل زخم الأخوة العميقة والتاريخية التي تربط البلدين. وأبدى ارتياحه لدور سفارة المملكة في بغداد، وسفارة بلاده في الرياض، والجهد الذي يبذله السفير السعودي ثامر السبهان، ونظيره العراقي الدكتور رشدي العاني، لافتاً إلى ضرورة التماسك العربي والإسلامي في ظل ما تمرُّ به المنطقة من ظرف حساس، وتهديدات الإرهاب والهيمنة التي تستهدف الجميع دون تمييز، وتسعى إلى إلغاء شكل الدولة الحديثة، واستبدالها بدولة توحُّش، وقتل، وتخريب لكل أوجه الحضارة والتقدم. وفي تصريحات صحفية عقب اللقاء مع آل الشيخ؛ نوه الجبوري بمتانة العلاقات بين البلدين. وعبَّر عن تشرُّفه بلقاء خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، وولي ولي العهد، حيث جرى حوار معمَّق، بحث في طبيعة العلاقات الثنائية التي يجب أن تدوم وتستمر وتتوطد. وأكد حاجة بلاده إلى بناء علاقة وطيدة مع المملكة ضمن منظومة عربية لمواجهة التحديات الكبيرة. وشرح قائلاً: «الحاجة حقيقية لبناء علاقة وطيدة مع المملكة من منطلق الرغبة في أن نكون ضمن إطار المنظومة العربية لمواجهة التحديات الكبيرة؛ وأبرزها تحديات الإرهاب، والطائفية التي تدعو إلى فتح آفاق تواصل مثل اللقاء مع الإخوة في مجلس الشورى السعودي، ورئيسه، والإخوة الأعضاء». وأفاد الجبوري، أن حواراً بنَّاءً جرى بين المجلسين «ليقوما بدور مهم كإحدى القنوات التي يمكن من خلالها فتح آفاق جديدة، وتعاون مستدام ومستمر في هذا الإطار»، ملاحظاً أن «هناك أواصر من الصلة والتاريخ، والمصير والامتداد العشائري»، وأن «المنطقة برمتها في حاجة إلى بعضها بعضاً». متابعاً: «العراق مقبل على مرحلة جديدة، وهو في حاجة إلى دور أشقائه وإخوانه، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية». ووفقاً ل «الشورى»؛ بحث اللقاء بين آل الشيخ والجبوري عدداً من المواضيع ذات الاهتمام المشترك التي تصبُّ في صالح تعزيز العلاقات الثنائية، خصوصاً النيابية مثل: تفعيل دور لجنتَي الصداقة البرلمانية من خلال تبادل الزيارات بينهما بما يخدم المصالح المشتركة. حضر اللقاء من جانب «الشورى» نائب رئيس المجلس الدكتور محمد بن أمين الجفري، ومساعد رئيسه الدكتور يحيى بن عبدالله الصمعان، والأمين العام الدكتور محمد بن عبدالله آل عمرو، وعدد من الأعضاء الحاملين لعضوية لجنة الصداقة البرلمانية السعودية – العراقية برئاسة الدكتور فايز الشهري.