مساء الجمعة الماضية، أعلن حساب معرض الرياض الدولي للكتاب على تويتر، عن إغلاق بوابات الدخول إلى المعرض لوصوله إلى أعلى طاقة استيعابية. تعجبت لهذا العدد المهول، وتساءلت عن سر الإقبال على المعرض الذي كتبت عنه وعدد من الزملاء الكتّاب من قبل، وحتى الآن لم أجد إجابات شافية. قررت استطلاع آراء الناس في تويتر بسؤال: كثافة الزوار، ومبيعات الكتب، في معرض الرياض الدولي للكتاب، كيف تنظر إليها؟ (الخيار الأول: شغف بالقراءة والمعرفة. الخيار الثاني: ممارسة ترفيهية استهلاكية.) النسبة العظمى من المشاركين في الاستطلاع ذهبوا في اتجاه الخيار الثاني (ممارسة ترفيهية استهلاكية). حتى وإن كان الأمر بالنسبة لبعض الزوار ترفيهاً وشراء استهلاكياً، إلا أنني أرى فيه ترفيهاً إيجابياً قياساً إلى خيارات الترفيه البديلة المتاحة. الأهم في القضية، كون معرض الكتاب يتوافر على معطيات مغرية ومكتملة لقيام بحث علمي شامل يستجلي صورة العلاقة بين السعوديين ومعرض الكتاب، وما إذا كانت القوة الشرائية، يقابلها فعل قراءة أم لا. أستغرب أن تهمل الجهات المنظمة والمشاركة والمهتمة، هذا الحدث من الناحية البحثية، وتقصر دورها على التنظيم والمشاركة، رغم أن المعرض يقدم فرصة عظيمة للباحثين بوصفه بيئة بحثية خصبة، مكتملة الشروط، ويكفي أنه يوفر عينة بحث لا يمكن لأي باحث مهما أوتي من قدرات أن يصل إليها في وقت ومكان محدد. أرقام المعرض الموسمية تشير إلى وجود قارئ جيد، حيث يصل عدد الزوار إلى ما يقارب مليوني زائر، فيما متوسط عدد الكتب المباعة أكثر من ثلاثة ملايين كتاب. لكن هذا الرقم يتصادم مع تقارير صدرت سابقاً تؤكد تدهور نسبة القراءة بين العرب، مقارنة بالغرب، إذ لا تزيد عن 10 دقائق سنوياً، مقابل 200 ساعة سنوياً للفرد الأوروبي. ويبقى السؤال: هل زوار معرض الكتاب قراء شغوفون بالقراءة والمعرفة، أم وجدوا فيه فرصة للترفيه وإشباع نهم الشراء الاستهلاكي؟!