تظاهر حوالى مليون ونصف مليون شخص في البرازيل، مطالبين ب «إطاحة» الرئيسة اليسارية ديلما روسيف بسبب أزمة اقتصادية وفضيحة فساد تطاول مجموعة «بتروبراس» النفطية المملوكة للدولة. والتظاهرات هي الأضخم منذ حركة احتجاج تاريخية شهدت عنفاً، هزت البلاد عام 2013 رفضاً لما اعتُبر إسرافاً في الإنفاق لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2014. ونُظمت المسيرات في 84 مدينة برازيلية، بينها العاصمة برازيليا وساو باولو وبيلو أوريزونتي وريو دي جانيرو. وتدهورت شعبية روسيف 19 نقطة، لتبلغ 23 في المئة فقط، علماً أن البرازيل، وهي القوة الاقتصادية السابعة في العالم، على شفير انكماش، إذ يزيد التضخم (7.7 في المئة) مع تدهور سعر صرف الريال بنسبة 30 في المئة خلال 12 شهراً أمام الدولار. يُضاف إلى ذلك توتر سياسي أجّجته تداعيات فضيحة فساد تهزّ «بتروبراس»، إذ يحقّق القضاء في شأن 49 سياسياً يُشتبه في أنهم قبضوا رشى من المجموعة، معظمهم أعضاء في الائتلاف الحاكم وبينهم 22 نائباً و13 عضواً في مجلس الشيوخ وحاكمان. وفي ساو باولو، العاصمة الاقتصادية للبرازيل، اجتاح حشد هائل جادة باوليستا والشوارع المتفرعة منها وسط المدينة. وأنشد المتظاهرون النشيد الوطني، مطالبين بإقالة روسيف التي أُعيد انتخابها في نهاية 2014 لولاية ثانية. وقال المحامي روبنس نونيس، وهو المستشار القانوني لحركة «البرازيل حرة» التي دعت إلى التظاهر: «نريد إطاحة ديلما روسيف. هناك ما يكفي من القواعد القانونية الصلبة. ليس منطقياً أن تتابع التأكيد أنها لم تكن تعلم شيئاً» عن الفساد في «بتروبراس». وفي ريو دي جانيرو، احتشد آلافٌ على شاطئ كوباكابانا، وهم يؤدون النشيد الوطني ويهتفون «ديلما ارحلي». وطالب عدد ضخم من المتظاهرين بتدخل الجيش لإنهاء 12 سنة من حكم حزب «العمال»، وذلك في يوم إحياء البرازيل الذكرى الثلاثين لعودة الديموقراطية بعد حكم ديكتاتورية عسكرية منذ عام 1964. وقالت منتجة التلفزيون ريتا سوزا التي رفعت لافتة كُتب عليها «تدخل عسكري الآن»: «لا أطالب بانقلاب، بل بتدخل دستوري للدعوة إلى انتخابات جديدة نظيفة من دون صناديق اقتراع إلكترونية ومن دون تلاعب من حزب العمال».