صرح رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أمس أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي «ليسا مستعدين» لتولي رجل الأعمال الأمريكي الثري دونالد ترامب الرئاسة في الولاياتالمتحدة. وقال شولتز لشبكة الأخبار المتواصلة الفرنسية اي-تيلي «لا أوروبا ولا الولاياتالمتحدة مستعدتان لرئيس كهذا لا يملك في نظري أي خبرة دولية». وأضاف إن «ترامب ينتمي إلى فئة من الناس نعرفهم هنا في أوروبا أيضاً، لديهم كبش محرقة لكل شيء لكن ليس لديهم إطلاقاً حلاً عملياً»، مشيراً بذلك إلى صعود «الشعبوية الهمجية» في الاتحاد الأوروبي. وتابع شولتز أن قوة الوسائل السياسية أو العسكرية التي ستكون «بين يديه» ستؤمن له «خيارات حقيقية لقرارات بالغة الخطورة». وأكد الزعيم الاشتراكي الديموقراطي الألماني «أنا شخصياً وبصدق، أفضل مرشحة أخرى»، معبراً بذلك عن دعمه لهيلاري كلينتون المرشحة الأوفر حظاً للانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي. وواجه دونالد ترامب أمس، سيلاً من الانتقادات من خصومه الجمهوريين الذين أخذوا عليه خطابه الناري بعد صدامات شديدة وقعت بين أنصار للمرشح وآخرين يعارضون أن يمثل حزبه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية على هامش تجمع انتخابي الغي في شيكاغو. وكان رجل الأعمال الذي تشهد مهرجاناته الانتخابية عدداً متزايداً من الحوادث، ألغى الجمعة تجمعاً في إحدى جامعات شيكاغو إثر اشتباكات بين أنصاره ومتظاهرين بينهم عديد من السود والمتحدرين من أمريكا اللاتينية. وتصاعدت الشتائم والقيت زجاجات ووصل الأمر إلى تضارب بالأيدي، فيما حاول عناصر الأمن التفريق بين المجموعتين وإخلاء الصالة. وتواصلت أعمال العنف في الخارج واعتقلت الشرطة ما لا يقل عن خمسة أشخاص وأصيب شرطيان بجروح. واتهم خصوم ترامب الجمهوريون المرشح الأوفر حظاً بجني ثمار خطابه الشديد اللهجة. وقال سناتور تكساس تيد كروز الذي يحتل المرتبة الثانية بعد ترامب في سباق الانتخابات التمهيدية الجمهورية «حين تخوضون حملة تشجع بشكل متعمد العنف، حين تخوضون حملة تواجه مزاعم بممارسة عنف جسدي حيال الصحافة، توجدون بيئة كل ما تفعله هو الحض على هذا النوع من الشجار العنيف». وقال حاكم أوهايو جون كاسيك الذي يأتي في المرتبة الأخيرة بين المرشحين الجمهوريين الأربعة المستمرين في السباق إن «دونالد ترامب زرع الشقاق وحصد الثمار هذا المساء (الجمعة)، كان الأمر فظيعاً». وجرت الصدامات مع اقتراب «الثلاثاء الكبير» الثاني والذي تجرى فيه الانتخابات التمهيدية في خمس ولايات كبرى هي فلوريدا وايلينوي وميزوري واوهايو وكارولاينا الشمالية، في محطة تُعد من الفرص الأخيرة المتاحة لخصوم ترامب ليقطعوا عليه طريق نيل ترشيح الحزب. وكان من المتوقع أن يعقد ترامب مهرجاناً انتخابياً أمس في كليفلاند بولاية أوهايو. غير أنه ألغى تجمعاً كان مقرراً اليوم في سيسيناتي إذ لم يتمكن الجهاز السري المكلف بالحماية من إنجاز الاستعدادات في الوقت المناسب، وفق ما أعلن مكتب حملته المحلي لوسائل الإعلام. وقال ترامب إنه قرر تأجيل التجمع الذي ألغي الجمعة بعد التشاور مع قوات الأمن عند وصوله إلى شيكاغو. وقال لشبكة «سي إن إن» «أعتقد إننا اتخذنا القرار الصحيح بالإلغاء، حتى لو أنه تم انتهاك حريتنا في التعبير بالكامل». ورفض تحمل مسؤولية التظاهرات وقال «أنا لم أحرّض على العنف بالتأكيد»، محملاً من سماهم «مثيري شغب محترفين» المسؤولية. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «ترامب = كراهية» و»ترامب مهرج»، وأخرى تتهمه ب»العنصرية» وتندد بطروحاته ضد المهاجرين. وكتب على إحدى اللافتات «لسنا مغتصبين» في إشارة إلى تصريحات لترامب قال فيها إن المهاجرين القادمين من المكسيك مغتصبون.