بمناسبة انطلاق معرض الكتاب الدولي في الرياض من 9-19 مارس 2016، ندعو من خلال هذه الزاوية إلى الاهتمام بالكتاب، حيث إن إصلاح الإنسان لا يأتي إلا من خلال وعيه بأهمية الكتاب، لذلك لابد من نشر ثقافة القراءة وأهمية الكتاب في كافة الأمكنة العامة والخاصة. ففي سجون البرازيل قراءة كتاب كامل تعني خصم أربعة أيام من العقوبة، وهذا يعني أنهم يبحثون عن إصلاح الإنسان وليس تدميره، ويقول الدستور الإلهي الخالد: «اقرأ باسم ربك الذي خلق». القراءة ليست هواية كما هو شائع، بل هي ضرورة، وهي الطريق لتطوير الذات، كما أنها تفيد مَنْ يعانون من مرض «التأتأة» من خلال ممارسة القراءة المستمرة، كما أنها تساعد على الاستراخاء قبل النوم، وتطور مهارات التعليم الذاتي، وتنمِّي قدرات الحديث والنقاش، وتثري صاحبها بعديد من الأفكار والمعلومات، وهي عامل أساسي في شهرة كثير من الكُتَّاب والمؤلفين إذ إن بعضهم قام بتعليم نفسه بنفسه من خلال الكتب التي كان يقرأها. وإذا تأملنا في بعض مواقف السيرة النبوية فسنجد اهتماماً كبيراً جداً بقضية القراءة، منها: موقف فداء الأسرى في بدر، فقد كان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يطلب من الأسير المشرك، الذي يريد فداء نفسه من الأسر، تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، وفي هذه الحادثة دلالة واضحة ومهمة على أهمية القراءة والكتابة، لأنها تشكِّل احتياجات أساسية لنهوض أي أمة تريد النهوض والتقدم. لقد كنا نحن المسلمين نملك أعظم مكتبات العالم في التاريخ الإسلامي وطوال قرون طويلة أشهرها مكتبات بغداد، وقرطبة، وإشبيلية، وغرناطة، والقاهرة، ودمشق، وطرابلس، والمدينة، والقدس، تاريخ طويل جداً من الثقافة والحضارة والعلم. إذ لم نقرأ فلن نجد سبيلاً للتقدم، وقد صدق الشاعر حيث يقول: وخير جليس المرء كتب تفيده علوماً وآداباً كعقل مؤيد.