دائما يفاجئنا الناس بابتكارات جديدة لم تعرفها الشعوب والأمم على مر العصور حتى في السحر، فالحكماء منذ آلاف السنين يقولون إن طرق السحر في الحضارة الهندية تكون بتصفية النفس، وعند الأنباط بعمل العزائم في الأوقات المناسبة، وعند قدماء اليونانيين بتسخير روحانية الأفلاك، وعند العبرانيين والعرب بذكر بعض الأسماء المجهولة المعاني، وقد ألف القدماء كتبا كثيرة في التعريف بأساليب الشعوب السحرية منها كتاب الإيضاح والبساتين لاستخدام الإنس لأرواح الجن والشياطين، غير أننا تطورنا أكثر من بقية الشعوب فبعد أن كنا معروفين في العالم القديم باستخدام العزائم وذكر بعض الأسماء المجهولة المعاني بدأنا نبتكر أنواعا جديدة لم تؤلف في كتاب، ولا مرت على ساحر من عمان في الخليج إلى المغرب في المحيط ومن الهند إلى إفريقيا، وظهرت لدينا أساليب لم تخطر على قلب عفريت أو جني أو مارد، وسنؤلف أضخم موسوعة في أنواع السحر وقصصه بعنوان (الرقية الثمينة في أنواع السحر التي تخرجك من الورطات كالشعرة من العجينة)، وستدخل موسوعة جينيس وهاري بوتر بحيث يستفيد منها الناس في تفسير الحوادث البشرية، فإذا تواعد رجل وامرأة فإن عليه أن يصنع عزيمة اسمها سحر المودة ويعطيها إياها لتضعها في حقيبتها مع الماكياج والجوال وبطاقة الصراف؛ وبذلك تستطيع أن تقابله في مسكنه ويصرف عليها، وإذا أرادت أن تقابله داخل البلاد فهو سحر التدييت، أما إذا أرادت أن تهرب معه داخل الحدود فهو السحر المحلي، وخارج البلاد اسمه سحر بطاقة الفرسان، وعن طريقها سحر رجل من الهند قبل أعوام امرأة وسافرت معه، وسحر رجل من اليمن امرأة وسافرت أيضا معه رغم أنظمة تفتيش الجوازات والجمارك ونشرت القصة وقتها في صحفنا، وهناك سحر في المدينة اسمه سحر الرشوة، ولو صدرنا اكتشافاتنا وخبراتنا إلى الدول المجاورة لاكتشفوا في سوريا نوعا اسمه سحر الشبيحة، وسيقول الرئيس بشار لأوكامبو في المحكمة الدولية إنه بريء من قتل آلاف الشهداء في سوريا؛ لأنه كان مسحورا من الشبيحة والشبيحة مسحورون من إيران وإيران مسحورة من روسيا وروسيا مسحورة من بوتين وبوتين مسحور من راسبوتين وراسبوتين أخذ السحر من جبل حرفة، والله يكفينا الشر.