حذرت منظمة الصحة العالمية من فيروس (زيكا) الذي بدأ ينتشر في دول الشرق الأوسط، من ضمنها مصر والسعودية والسودان واليمن وغيرها ما لم تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة لصده، وهذا الفيروس ينتمي إلى الفيروسات (المُصَفِّرَة) التي تنتقل إلى الأشخاص عن طريق لسع البعوض الحامل للمرض، خصوصا ما يسمى بالزاعجة المصرية، وهي نفس البعوضة التي تنقل حمى الضنك. وعلى ضوء تلك التحذيرات أعلنت وزارة الصحة السعودية، بأنها أعدت خطة احترازية لمنع دخول فيروس «زيكا» للبلاد خلال موسم الحج الماضي، وذلك بمحاصرة أي حالات يتم اكتشافها وعزلها والشروع في تقديم العلاج اللازم لها، حتى هنا والأمر الإعلامي جيد جدا، لكن ماذا تم على أرض الواقع؟ في الأيام القليلة الماضية تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي ظهور فيروس زيكا في المناطق الساحلية السعودية خصوصا في جدةوجيزان، ومن الأهمية بمكان أن نركز اهتمامنا على المنطقة الجنوبية التي توجد فيها أعداد كبيرة من جنودنا المرابطين في الحد الجنوبي وهم من مختلف مناطق المملكة شرقها وغربها وشمالها وجنوبها، والخوف الأكبر عندما يحمل بعضهم هذا الفيروس ثم يزورون أهاليهم في مناطقهم، ففي هذه الحالة – لا سمح الله – سيؤدي إلى انتشاره السريع في كل مناطق المملكة، وحتى الآن لم نسمع بأن وزارة الصحة قامت بالاستقصاء الوبائي لهذا الفيروس، على الرغم من توفر طرق التشخيص المخبرية بسهولة ويسر، فكيف سيعرف المجتمع إذا كان وصل المرض إليه أم لا؟ وتكمن خطورة هذا المرض الفيروسي في أن أعراضه لا تختلف كثيرا عن أعراض الإنفلونزا الموسمية، مثل الصداع والحمى والالتهابات الجلدية وآلام العضلات والمفاصل، هذه الأعراض عادة ما تكون خفيفة وتستمر ما بين يومين وسبعة أيام، وقد لا ينتبه لها أحد، إلا أن مضاعفاتها الفيروسية كبيرة إذا تركت تتغلغل في المجتمع ستضرّ به، خصوصا النساء الحوامل، لأن شكوكًا قوية تشير إلى أن هذا الفيروس يسبب ارتفاعًا كبيرًا في تشوهات خلقية لدى المواليد الجدد. ونحن على مقربة من فصل الصيف الذي تنتشر فيه الفيروسات بشكل أكبر وأسرع، من انتشارها في فصل الشتاء الذي شارف على الانتهاء، فيجب على وزارة الصحة البدء بجدية في الاستقصاء والتثقيف الصحي للطبيب قبل المواطن عن مرض زيكا، والأمراض الأخرى التي تنتقل بواسطة البعوض، فبالإضافة إلى زيكا هناك بعوضة (الأنوفيليس) التي تنقل الملاريا وهي تستوطن الأودية وأماكن تجمعات المياه في منطقة (جيزان)، وكذلك بعوضة (الإيدس إيجبتاي) التي سبق أن نقلت مرض حمى الوادي المتصدع للمنطقة ثم حمى الضنك، وقد لا حظنا اختفاء حملات التوعية الصحية وتثقيف المجتمع، ولم نعد نرى عربات رش المبيدات ومكافحة الحشرات، كما كان في السابق، لذا ومن منطلق الحرص على بلادنا من هذه الفيروسات الوبائية، نتمنى على الجهات المعنية ضرورة البحث والتقصي والتوعية والتثقيف الصحي، حتى نضمن سلامة الوطن وخلوه من الأوبئة.