دعا مختصون إلى حصر المستنقعات التي تكونت نتيجة الأمطار التي شهدتها جدة الثلاثاء الماضي، وضرورة البدء في الرش الضبابي لمكافحة البعوض الذي ينشط ويتكاثر مع الأجواء الباردة. وقال الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس: البعوض من الحشرات التي تنتشر في هذه الفترة وخصوصا مع الأجواء الباردة ولاسيما بعد هطول الأمطار، حيث تتكاثر بسرعة فائقة. وأضاف «هناك عدة أنواع للبعوض ولكن أخطرها المسبب للضنك والملاريا، وقد يعنينا أكثر في هذه الأيام بعوض الإيدس ايجبتاي الذي تؤدي لدغته إلى الإصابة بحمى الضنك، لذا فإن أنسب حل لمواجهة ذلك خلال هذه الفترة هو الرش الضبابي ويفضل أن يكون في فترات ما بين العصر والمغرب، ومعالجة المستنقعات وكل البيئات التي قد تتكاثر فيها البعوض. ودعا إلى ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية داخل المنزل لتجنب التعرض لدغة البعوض المسبب للضنك، مع منع الأطفال في مطاردة سيارات الرش الضبابي حتى لا يتعرضوا للاختناق. ويطالب مدير إدارة الحد من مخاطر الكوارث الدكتور نايف الشلهوب الأمانة بالتحرك سريعا في حصر المستنقعات وتجفيفها ورش المستنقعات التي ترى أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لتجفيفها أو ردمها، داعيا أصحاب الأراضي الخالية التي تكونت فيها المياه بسرعة إبلاغ الأمانة حتى لا تؤدي هذه المياه إلى تكاثر البعوض وخصوصا المسبب للأمراض الخطيرة كالضنك والملاريا. وأشار إلى أن الرش الضبابي داخل الأحياء يحد من انتشار البعوض، وهذا ما يدعو إلى تكثيف الرش خلال هذه الفترة وخصوصا أننا في شهر نوفمبر الذي يعد من شهور الأمطار. من جانبها، أوضحت استشارية الفيروسات وعضو هيئة التدريس بجامعة طيبة الدكتورة إلهام قطان أن مرض حمى الضنك يعتبر من أبرز الأمراض الفيروسية، وتسببه مجموعة من الفيروسات يطلق عليها فيروسات الضنك التي تنتمي إلى جنس «الفلافي فيروس» وتنقله بعوضة تسمى (ايدس ايجبتاي)، وهي تتكاثر في المياه المخزونة لأغراض الشرب أو السباحة، أو مياه الأمطار المحتجزة، أو المتجمعة في الشوارع والطرقات أو الراكدة والمتبقية في الصفائح الفارغة، والبراميل، والإطارات، وعند مكيفات الهواء وحول المسابح. وبينت أن الاكتشاف المبكر لحالات حمى الضنك يعتبر من أهم العوامل للسيطرة على المرض من خلال مكافحة الناقل للفيروس وهو بعوضة الإيديس إيجبتاي.