حذَّر الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فيصل بن معمر، من خطورة توظيف الدين في الصراعات والحروب. واتهم المتطرفين من أي دين وثقافة بتشويه صورة الأديان والحضارات وممارسة التمييز ضد المختلفين عنهم، ما أسهم في تشويه التعايش بين أتباع الأديان. ونبَّه ابن معمر، خلال لقاءٍ نظَّمه المركز في مقره في العاصمة النمساوية فيينا، على أهمية العدل والمساواة في ضوء المواطنة بوصفها ضماناً للسلم والتعايش في كافة المجتمعات التي تتسم بالتنوع الديني والمذهبي «بحيث يجب أن تقوم الوحدة في تلك المجتمعات على أساس المواطنة المشتركة». وخُصِّصَ اللقاء لتطوير مهارات الحوار لدى الجماعات المسلمة في جمهورية إفريقيا الوسطى لدعم تعايشها سلمياً، سواءً فيما بينها أو مع المسيحيين وغيرهم. واعتبر ابن معمر أن توظيف الدين في النزاعات سيجلب المزيد من الكوارث والأزمات. ولفت إلى أهمية الحوار وكشف أساليب التطرف «التي تُسمِّم علاقات التعايش بين البشر»، داعياً إلى تعزيز هوية السلم لشتّى المجتمعات من خلال التفاعل مع القيم الدينية والعالمية للحضارة المعاصرة. وأوصى ابن معمر المشاركين في اللقاء بالتمسك بالوحدة والعيش المشترك سواءً كانوا مسلمين أو مسيحيين. وخاطبهم بقوله «هذا اللقاء فرصتكم للبحث عن سبل إعادة نسيج التعايش المسيحي الإسلامي في جمهورية إفريقيا الوسطى، إنها فرصة للتفكير في أفضل الحلول لتحقيق المصالحة والتعايش وإزالة أي عقبات قد تمنع التعاون فيما بينكم»، مؤكداً أهمية تفاعل المجموعات المسلمة مع الحوار حول التعايش والحقوق والواجبات. وشدَّد «هناك الكثير مما يجب علينا القيام به لضمان عودة التعايش والسلام في ضوء المواطنة المشتركة، وينبغي أن تكون القيادات الدينية في طليعة الناشطين لمساعدة صناع القرار من أجل جهود المصالحة». ووفقاً له؛ فإن مركز الملك عبد الله العالمي للحوار يلتزم بدعم جهود السلام في مجتمع إفريقيا الوسطى بمختلف أطيافه. واستهدف لقاء فيينا، الذي نظمه المركز يومي الخميس والجمعة الماضيين، إعداد خطة عمل لمساعدة المسلمين في هذا البلد على تطوير مهاراتهم وتنسيق نشاطاتهم ومشاركاتهم بغرض إشراكهم في ترسيخ المواطنة المشتركة القائمة على العدل والمساواة والأمن للجميع. وشارك في الجلسات وزراء وقيادات دينية إسلامية ومسيحية من إفريقيا الوسطى. وحضر ممثلون عن منظمات إقليمية ودولية كمنظمة التعاون الإسلامي وشبكة صناع السلام الدينيين والتقليديين ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة. وكان المركز قاد مبادرة للسلام والتعايش أثناء الحرب في إفريقيا الوسطى في عام 2014، حيث ركز جهوده على ترسيخ دور القيادات الدينية في تحقيق السلم الأهلي.