سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مركز الملك عبدالله العالمي للحوار يحشد المنظمات والقيادات لإنهاء صراع افريقيا الوسطى ابن معمر: تعزيز الحوار بين القيادات الدينية والمجتمعية السبيل الوحيد لعودة الأمن والسلام
انطلاقا من أهداف مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في معالجة المشكلات والأزمات عن طريق الحوار؛ عقد المركز في مقره بالعاصمة النمساوية فيينا، اجتماعا ًاستشارياً وورش عمل استمرت على مدى يومين متتاليين شارك فيهما عدد من الخبراء والقيادات الدينية؛ من أتباع الديانات المتنوعة، من جمهورية أفريقيا الوسطى، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي، ومنظمات دولية مهتمة بالحوار في أفريقيا، للتشاور والمساعدة في بناء عملية السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى وتعزيز التعايش. وشارك في الحوار ممثلون من أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية في جمهورية أفريقيا الوسطى، إلى جانب عدد من الخبراء الدوليين، وممثلون من المنظمات المحلية والعالمية؛ كمنظمة التعاون الإسلامي، والكنيسة الفنلندية، وشبكة صانعي السلام الديني والثقافي، ومبادرة الاتحاد بين أتباع الديانات، واتحاد عموم الكنائس الأفريقية الذين يتخذون من العاصمة الأفريقية بانغي مقراً لهم. وتناول الاجتماع تجارب وشهادات شخصية، ووجهات نظر من بعض الذين تأثروا مباشرة بالصراع الدائر في هذا البلد الأفريقي. وبحث المجتمعون كيفية قيام الجمعيات المحلية والدولية، الدينية منها والإنسانية، بتطوير خطط عملية للمساعدة في وقف تدهور الأوضاع، على أن يقوم المجتمعون، بمساعدة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بصياغة إستراتيجية للحوار والتعايش في جمهورية أفريقيا الوسطى من خلال تسهيل إقامة حوار شامل بين مختلف المجتمعات الدينية في تلك البلاد. وعرض فيصل بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبدالله، على المشاركين رؤية المركز وتجربته والخبرات التي يقدمها في دعم الوسائل الممكنة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مناطق عدة، منها جمهورية أفريقيا الوسطى. وقال: "نحن متأكدون أن حكمة القيادات المجتمعة اليوم ستمكننا في هذا الاجتماع من تحديد وسائل الحوار المناسبة لمساعدة ضحايا العنف والتطرف بجمهورية أفريقيا الوسطى، وفي التغلب على هذه الأزمة والعمل بأنفسهم على صنع مستقبل مشرق لبلادهم". وأكد المشاركون التزامهم بمواصلة العمل لتحقيق التعايش والسلام، وأجمعوا على أن الصراع الدائر في جمهورية أفريقيا الوسطى ليس صراعاً دينياً، بل صراع سياسي له جذور تاريخية واقتصادية، محذرين من أن عدم اتخاذ إجراءات فورية لدعم الحوار الديني وتخفيف المعاناة الإنسانية المتفاقمة في ظل انعدام الأمن في البلاد يمثل خطورة بالغة ويهدد بانقسامها وتفككها ومن ثم انهيارها على خلفية التنوع الديني والعرقي وما يمكن أن تؤدي إليه في ظل احتقان الصراع السائد فيها، إلى جانب خطورة تمدد الصراع الذي يمكن انتقاله عبر حدود جمهورية أفريقيا الوسطى إلى دول الجوار، وهو ما يجب العمل على وقفه فوراً. وقال أحد المشاركين: "إن السياسيين فشلوا في وقف الصراع وتركوا البلاد تنزلق إلى هاوية الفوضى حيث يقتل فيها النساء والأطفال ونحن نشهد حدوث الكوارث أمامنا"، مضيفا "على المستوى الديني لا يوجد لدينا لغة مشتركة للسلام والتعايش وبالتالي ليس لدينا ما نقدمه للمواطنين. علينا أن نبني لغة السلام والتعايش والتفاهم هذه وإيجاد الحلول للمواطنين للوقوف حقيقة على معنى الوئام الاجتماعي. إننا نعيش في بلد غني جداً بتنوعه لكن السياسة أفشلته." وعبر مشاركون عن ترحيبهم بمبادرة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات للمساعدة في ترسيخ الحوار بين أتباع الأديان بما يسهم في تحقيق التعايش بين المجموعات الدينية. وقال أحد المشاركين: "نحن نحاول إيجاد منطلق للحوار بين أتباع الأديان في بلدنا، ومن خلال هذه المبادرة نستطيع تعزيز المشتركات الإنسانية في بلادنا وفي أفريقيا عمومًا". وقال آخر: "تبدأ الحرب نتيجة تسميم العقول، وتنحسر الحرب ويعود السلام عندما تتثقف العقول بشكل مختلف؛ لأجل ذلك علينا الترويج لتعليم مبني على نموذج للسلام والحوار بين المسلمين والمسيحيين في البلاد يتضمن إطاراً للعمل الذي سيقدمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات".