سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مركز الملك عبد الله العالمي للحوار نظم لقاء دولي بين الجماعات المسلمة في جمهورية أفريقيا الوسطى، لأجل دعم السلام والتعايش فيصل بن معمر : ترسيخ أسس التعايش بين المجموعات الدينية في ضوء المواطنة المشتركة ضمان عودة الأمن و السلام إلى أفريقيا الوسطى
نظم مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مقره بالعاصمة النمساوية فيينا يومي الخميس والجمعة 16-17 جمادى الأولى 25-26 فبراير الجاري لقاء دولي لبناء القدرات وتطوير مهارات الحوار بين الجماعات المسلمة في جمهورية أفريقيا الوسطى، وذلك من أجل دعم السلام والتعايش بين المسلمين من مواطني الجمهورية فيما بينهم ومع المواطنين الأخرين من المسيحيين وغيرهم ، بحضور قيادات دينية إسلامية في مجتمع أفريقيا الوسطى ، إلى جانب بعض الوزراء في حكومة أفريقيا الوسطى وبعض القيادات الدينية المسيحية ومشاركة منظمات دولية وإقليمية كمنظمة التعاون الإسلامي، و شبكة صناع السلام الدينيين و التقليديين، و منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ، وقد حدد الهدف الرئيس لهذا الاجتماع بإعداد خطة عمل لمساعدة المسلمين على تطوير مهاراتهم وتنسيق نشاطاتهم ومشاركاتهم بهدف إشراكهم في عملية ترسيخ المواطنة المشتركة التي تحقق العدل والمساواة والأمن للجميع . افتتح اللقاء معالي الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر بكلمة نوه فيها بأهمية الحوار كسبيل للتعايش والسلام ، ودور القيادات الدينية المؤثر في صناعته. حيث قال معاليه :هناك الكثير مما يجب علينا القيام به لضمان عودة التعايش و السلام في ضوء المواطنة المشتركة ، وينبغي أن تكون القيادات الدينية في طليعة الناشطين لمساعدة صناع القرار من أجل جهود المصالحة. وأضاف معاليه : لقد عاش المسيحيون و المسلمون جنبا إلى جنب و لأجيال عديدة في جمهورية أفريقيا الوسطى وفي دول إسلامية عديدة بسلام وأمن. وحذر معالي الأمين العام من خطورة توظيف الدين في الصراعات والحروب ، لأن ذلك التوظيف سيجلب المزيد من الكوارث والأزمات في المنطقة قائلا : لقد دمر الصراع الأخير حياة الكثيرين في جمهورية أفريقيا الوسطى ،و تم التلاعب بتعاليم الدين لغايات سياسية. ومن المأمول أن الانتخابات الأخيرة السلمية ستكون علامة أمل ووعد بالعودة إلى الاستقرار والعيش المشترك. كما ثمن معاليه أهمية الحوار وضرورة كشف أساليب التطرف التي تسمم علاقات التعايش بين البشر ، داعيا إلى تأكيد هوية السلم لكافة المجتمعات من خلال التفاعل مع القيم الدينية والعالمية للحضارة المعاصرة ، ومبينا خطورة المتطرفين من كافة الأديان على أمن المجتمعات وحضاراتها وتشويههم لتعاليم الأديان ؛ فقال : نرى في العديد من البلدان حول العالم أن المتطرفين من أي دين وثقافة يشوهون صورة الأديان والحضارات، و ينطوون على التمييز ضد أولئك الذين يختلفون معهم ، بل ساهموا كثيراً في تشويه العلاقات والتعايش بين أتباع الأديان. مشيرا إلى خطورة المنهج التبسيطي لدعاة التطرف وأثره على البسطاء والمهمشين والمغرر بهم لأن المتطرفين : يستهدفون الذين يتم تهميشهم في المجتمع ويقدمون أجوبة بسيطة ومضللة للقضايا المعقدة. وهي أجوبة تغري بعض الأفراد إلى اختيار العنف. إلى ذلك شدد معالي الأمين العام لمركز الملك عبد الله العالمي للحوار على أهمية العدل والمساواة في ضوء المواطنة بوصفها ضمانا للسلم والتعايش في كل المجتمعات التي تعاني من التنوع الديني والمذهبي بحيث تقوم الوحدة في تلك المجتمعات : على أساس المواطنة المشتركة. مؤكدا التزام مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بالمشاركة مع المؤسسات الدولية المشاركة في هذا اللقاء بدعم جهود السلام في مجتمع أفريقيا الوسطى بكافة أطيافه بقوله : نحن ما زلنا ملتزمين بهذه العملية و بتقديم دعمنا لكم. و هدفنا المشترك هو أن نساعدكم على أن تصبحوا شركاءً متساويين في عملية المصالحة. وقدم شكره لدعم الدول المؤسسة للمركز المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا والعضو المراقب الفاتيكان ، والشكر موصول إلى أعضاء مجلس إدارة المركز . وفي ختام كلمته أوصى معالي الأمين العام لمركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر المشاركين في هذا اللقاء بضرورة التمسك بالوحدة والعيش المشترك فيما بينهم سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين ، قائلا : هذا اللقاء فرصتكم للبحث عن سبل إعادة نسيج التعايش المسيحي الإسلامي بجمهورية إفريقيا الوسطى. إنها فرصة للتفكير في أفضل الحلول لتحقيق المصالحة والتعايش وإزالة أي عقبات قد تمنع التعاون فيما بينكم ، وأكد على أهمية تفاعل المجموعات الإسلامية في الحوار والتعايش حول حقوقهم وواجباتهم. ولقد شهدت فعاليات اللقاء مشاركات مهمة لبعض القيادات الدينية الإسلامية في جمهورية أفريقيا بالإضافة إلى ممثل الكنيسة الكاثولوكية والكنسية البروتستانتيه وشبكة صناع السلام الدينيين و التقليديين ، وقد وجه معاليه الشكر إلى الشركاء في تنظيم هذا اللقاء منظمة التعاون الإسلامي ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ومجموعة الاتصال بين الأديان في فنلندا وغيرهم من الهيئات الدولية . يذكر أن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يساهم بما لديه من خبرات في تطوير مهارات الحوار والاتصال بين المجموعات المتنوعة ، وقد بادر في تنظيم عدة لقاءات لمساعدة المجموعات الدينية في أفريقيا الوسطى لترسيخ التعايش بينهم ، وقد قاد مبادرة للسلام والتعايش في جمهورية أفريقيا الوسطى أثناء الحرب في العام 2014م من خلال تحفيز القيادات الدينية وتثمين دورهم في تحقيق السلم الأهلي هناك.