حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس من أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيشكل تهديداً للأمن القومي والاقتصادي لبلاده في ظل تدهور سعر صرف الجنيه الإسترليني. وأضاف أمام البرلمان بعد أن قرر عشرات من نواب حزبه ورئيس بلدية لندن بوريس جونسون التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي أن "الخروج من أوروبا سيشكل تهديداً لأمننا القومي والاقتصادي". ودعا كاميرون إلى استفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد التوصل إلى اتفاق بشأن الإصلاحات في قمة بروكسل الأسبوع الماضي. وتابع "عندما يتعلق الأمر بوظائف الناس، لا يكفي ببساطة القول إنها ستكون على ما يرام وسنعمل من أجل ذلك". وأكد كاميرون "نحن بحاجة لمواجهة العواقب الاقتصادية إذا اخترنا الخروج"، محذراً من أن ذلك سيكون "قفزة كبيرة في المجهول". كما حذر من التهديدات العالمية من روسيا وتنظيم داعش قائلاً إن "التحديات التي تواجه الغرب اليوم تشكل تهديداً حقيقيّاً وفي رأيي هذا ليس الوقت المناسب لتقسيم الغرب". وفي تعليق لاذع لنواب حزب المحافظين وجونسون الذي أعلن الأحد أنه سيصوت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، قال كاميرون "ليس لدي أي أجندة أخرى باستثناء ما هو الأفضل لبلادنا". وجونسون الذي ينظر إليه كخليفة محتمل لكاميرون على رأس حزب المحافظين وكرئيس للوزراء، يتهم بأنه اتخذ قراره لدعم طموحاته السياسية. وقال كاميرون إن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي لن يطرح في استفتاء مرة أخرى لينفي بذلك آراء ذكرت أن بريطانيا قد تصوت ب "لا" في الاستفتاء المقرر في يونيو سعياً للحصول على شروط عضوية أفضل. وأضاف كاميرون في إشارة رمزية لإجراء استفتاء ثانٍ "أعرف عدداً من الأزواج الذين بدأوا إجراءات الطلاق لكنني لا أعرف أي زوجين بدآ إجراءات الطلاق من أجل تجديد عهود زواجهما". وكان رئيس بلدية لندن بوريس جونسون قال إنه سيؤيد حملة خروج بريطانيا من الاتحاد مما يعزز فرص حدوث ذلك. لكنه كان يشير على ما يبدو إلى أن التصويت ب "لا" قد يؤدي إلى اتفاق أفضل إذ قال "إنهم (الاتحاد الأوروبي) لا يستمعون إلى شعب إلا عندما يقول لا". من جهتها، حذرت وكالة الشرطة الأوروبية "يوروبول" أمس من أن بريطانيا ستكون أكثر عرضة للاعتداءات والجريمة المنظمة إذا قررت الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد استفتاء 23 يونيو المقبل. وقال مدير "يوروبول" البريطاني روب وينرايت على هامش مؤتمر صحافي في لاهاي حيث مقر المنظمة "ألاحظ أن المملكة المتحدة تعتمد بشكل واضح جدّاً على الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بأمن مصالحها". وأضاف "إذا خرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي فلن تبقى عضواً في يوروبول، هذا أمر واضح جدّاً". وتابع "لن يكون لديها المزايا التي تتمتع بها حالياً مثل الاطلاع مباشرة على قاعدة معطياتنا واحتمال المشاركة في مشاريع تتعلق بالاستخبارات ومسائل أخرى".