قدَّر المستشار العسكري لوزير الدفاع، العميد ركن أحمد عسيري، عدد الطلعات الجوية السعودية ضد «داعش» ب 189 خلال العامين الماضيين، فيما لفت إلى إتمام الجهود الدبلوماسية بشأن التحالف العسكري الإسلامي. واعتبر العميد عسيري أن الوقت مبكِّرٌ للغاية لتحديد أعداد القوات التي يمكن للتحالف الدولي ضد الإرهاب نشرها في سوريا. وأوضح، في تصريحاتٍ صحفية أمس الأول من بروكسل، أنَّ اجتماع ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، على هامش اجتماع وزراء دفاع دول التحالف؛ ناقش مبادرة الرياض بنشر قوات على الأرض السورية لمحاربة «داعش» في إطار التحالف والعمليات العسكريَّة التي ستشارك المملكة فيها. وأضاف أنَّ ولي ولي العهد قدَّم لكارتر فكرة مفصلة عن التحالف العسكري الإسلامي ومناحيه الأربعة الفكرية والمالية والإعلامية والعسكرية. ووصف عسيري العلاقات بين البلدين باستراتيجية وتاريخية واللقاء بين الأمير محمد بن سلمان وكارتر بالمتجدد والمتكرر؛ «لبحث الدور الذي تقوم به المملكة ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي من خلال تكثيف العمل الجوي». وشدد على أنه لا رجوع عن القرار السعودي بنشر قوات برية في سوريا لمكافحة الإرهاب. وأبلغ الصحفيين بقوله «لكن يبقى بحث التفاصيل من خلال اللجان والاجتماعات المقبلة لوضع الكيفية والآلية وحجم القوات»، مؤكداً أن «ذلك يأتي في إطار التحالف الدولي ومن خلال التحالف الإسلامي العسكري الذي سيكون تحت قيادة المملكة». وكشف في هذا الصدد عن إتمام الجهود الدبلوماسية الخاصة بالتحالف الإسلامي وعن وضع خارطة طريق له، مبيِّناً «العمل قائم حالياً على إنشاء مركز للتنسيق».ووفقاً له؛ ستُعقَد قمة لرؤساء أركان الدول الإسلامية لمناقشة مفهوم التحالف العسكري بينها، ويليها اجتماعٌ على مستوى وزراء دفاع هذه الدول في أواخر مارس أو مطلع إبريل «لوضع اللمسات الأخيرة». وفي تصريحاتٍ منفصلةٍ لقناة الإخبارية السعودية؛ أفاد المستشار في مكتب وزير الدفاع بجاهزية المملكة لإرسال قوات بريَّة إلى سوريا «بمجرد اتخاذ التحالف الدولي قراراً بذلك». وأبان أنَّ وزراء دفاع دول التحالف سيناقشون نوعيَّة القوَّات التي سيتم المشاركة بها، و»في الغالب ستكون قوات خاصة بأعداد قليلة لدفع العمل على الأرض وإيجاد نتيجة إيجابية». وراجع الاجتماع، الذي اعتُبِرَ الأضخم من نوعه منذ قيام التحالف قبل 18 شهراً، ما تمَّ تنفيذه خلال العام الماضي وخطة قدمتها الولاياتالمتحدة حول المراحل المقبلة. ونبَّه العميد عسيري إلى أهمية التوافق على الجانب الاستراتيجي بين دول التحالف قبل الإعلان عن طبيعة القوة الجديدة وتفاصيلها إذا تمَّ التوافق على نشرها على الأرض السوريَّة. وذكَّر بأن المملكة أعلنت أنها ستشارك ضمن التحالف في وجود دولِه وعلى رأسها الولاياتالمتحدة «وفيما يتعلق بالتفاصيل ونوع القوة وتسليحها؛ فسيتم بحثها على مستوى العسكريين ورؤساء هيئات الأركان والمختصين»، مكرراً أن هدف الاجتماع الوزاري الموسَّع في بروكسل هو التوافق الاستراتيجي قبل البدء في الجانب العملياتي. ويضم التحالف 62 دولة، وعدَّ عسيري المملكة دولةً رائدةً في تكوينه ومحورية وأساسية و»لديها تجارب ناجحة مثل تحالف دعم الشرعية في اليمن والتحالف العسكري الإسلامي». واعتبر أنه لا يمكن أن تتشكل مثل هذه التحالفات أو أن يتم التوافق على شئ دون أن تكون المملكة جزءًا منه «فهي دولة رائدة في العالم الإسلامي في تكوين التحالفات ولديها تجارب سابقة .. والجميع يثق في رؤاها، بالتالي هناك توجه من الدول الإسلامية والعربية للتوافق مع المملكة على أي طروحات قد تصدر في هذا الجانب». ووفقاً له؛ فإن وجود ولي ولي العهد في العاصمة البلجيكية أتى في إطار اجتماع مجدول مسبقاً لوزراء دفاع دول التحالف ضد «داعش».