تباينت آراء اقتصاديين حول قرار هيئة السوق المالية القاضي بتعديل أوقات التداول في سوق الأسهم، اعتباراً من 3 إبريل المقبل، ففيما وصف بعضهم القرار ب «الإيجابي»، وأنه يزيد من حجم التداول، ويفيد المضاربين، وجاء متوافقاً مع متطلبات ورغبة المتعاملين مع السوق، قلل بعضهم الآخر من تأثير القرار، وقاموا بتشبيهه ب «إبرة بنج» للسوق، وأنه غير محفز، ومحبط للمستثمرين. وشبَّه أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور محمد دليم القحطاني، قرار تعديل ساعات التداول ب «إبرة بنج غير محفزة للسوق»، مبيناً أنه جاء محبطاً لكبار المستثمرين، وصغارهم، وتساءل: لماذا لا يكون التداول على فترتين، ولساعات أطول، مع إدخال أوامر البيع والشراء على مدار الساعة؟ لافتاً إلى أن السوق في حاجة إلى إعادة هيكلة بالكامل، وتجديد في دماء الشركات، واستقطاب الشركات العالمية، والكيانات الكبيرة، والأموال الأجنبية، وتفعيل دور البنوك بشكل أكبر، لكونها تشكِّل وسيطاً بين المضاربين والمستثمرين، واصفاً أداءها بالسيئ، منتقداً عدم تثقيف المستثمرين من خلال وضع الكتيبات، وال «بروشورات» في صالات التداول، كما طالب القحطاني بتحويل الشركات العائلية المؤهلة إلى شركات مساهمة، وأن يكون لوزارة التجارة دور أكبر في ذلك. بينما رأى عضو لجنة الاستثمار والأوراق المالية في «غرفة الرياض»، الدكتور عبدالله المغلوث، أن هذا الإجراء والتعديل سيناسب المستثمرين، ورجال الأعمال، الذين لهم اهتمام بالسوق، كما سيناسب متعاملي السوق الخليجية، وبالتالي سوف يزيد حجم المضاربة والسيولة بما يعادل 10%-12%، لافتاً إلى أن هذا التعديل جاء متوافقاً مع متطلبات ورغبة المتعاملين مع السوق. وقال: «إن معدل التداول اليومي حالياً في السوق يتراوح ما بين 6-7 مليارات ريال، ولاشك في أن معدل التداول سيزداد عندما يشعر المستثمرون والمضاربون بأن أوقات التداول تناسبهم، وتناسب موظفي بعض القطاعات، وأنها فرصة إيجابية لجذب شريحة أكبر من المستثمرين إلى السوق». وأكد أن عودة التداول إلى فترتين أمر غير مناسب في الظروف الراهنة، حيث إن التوجه عالمياً في أن يكون التداول على فترة واحدة، وكذلك الحال بالنسبة إلى البنوك، ويجب التوافق إقليمياً وعالمياً على ذلك. من جانبه، رأى المحلل الاقتصادي سالم باعجاجة، أن تعديل أوقات التداول لتبدأ من العاشرة، وفترة ما قبل التداول من التاسعة والنصف، يعتبر أمراً مناسباً جداً، وخطوة إيجابية، لاسيما أن البورصات الخليجية تبدأ العمل في نفس التوقيت، لافتاً إلى أن زيادة فترة التداول نصف ساعة تفيد المضاربين بشكل مباشر لتحقيق بعض العمليات، كما تزيد من كميات، وأحجام التداول في السوق، وقال إن مَنْ يطالب بأن يكون التداول على فترتين صباحية ومسائية لا يعلم أن ذلك متعب، وغير مفيد. يذكر أن السوق المالية السعودية «تداول» أعلنت أنها ستقوم بتعديل فترة ما قبل التداول لتبدأ من الساعة 9:30 صباحاً حتى 10:00 صباحاً، وتعديل فترة التداول لتبدأ من الساعة 10:00 صباحاً حتى 3:00 مساء، كما ستعدل فترة ما بعد التداول لتبدأ من الساعة 3:00 مساء حتى 4:00 مساء. وأشارت إلى أن العمل سيستمر في أيام التداول نفسها المعمول بها حالياً، وهي من الأحد إلى الخميس.