أستضاف مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في البحرين ضمن موسمه الثقافي "من يؤمن بالمستحيل يربح معركة يراها الجميع خاسرة"، الأثنين الماضي، وذلك في بيت الشعر بيت إبراهيم العريض، الشاعر والمسرحي السعودي صالح زمانان، في أمسية تخطو نحو "العائدون في ساعة متأخرة"، قرأ خلالها عدد من القصائد التي تحاكي المقاربة الإنسانية المكتنزة بالذات، وتعبر عن جدلية الهوية والمكان والمسافات الزمنية الفاصلة للرؤية المنهجية في النص، كالرثاء والعزلة والوجع. وقد أقترب زمانان خلال نصوصه من الصور البينية الغامضة لفوضى الحواس وفقد الآخر، وأسترسل في ملامح أدواته التعبيرية المتعمقة. وقد حضرت الأمسية رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي ال خليفة، والشاعر البحريني قاسم حداد، وعدد من الشعراء والإعلاميين والمهتمين بالشعر والثقافة في البحرين والسعودية. وشارك مع زمانان الأمسية الموسيقي العربي نبيل النجار عزفا على آلة القانون. وقرأ الشاعر عدد من القصائد المنشورة في مجموعته الأخيرة (عائد من أبيه) إضافة إلى نصوص جديدة لم يسبق لها النشر، حيث قرأ نص (شجرة في جمجمة لوركا) و(الطوفان) و(رجل الثلج) و(محنة الوجود) و(العائد في ساعة متأخرة). من النصوص : (الطوفان) الحزن قديم والحزن جادّ وطويل فالسماء ليست زرقاء وحسب السماء كدمته والطفولة ليست عضّة الياسمين بل هي قبّلته الدموية الأولى اسألوني أنا الذي كنت صغيرا أعبر جانب ملعب الكرة الأرضية لم ألعب مع الأطفال ولم أدحرج معهم الدنيا بل تشبثت دون ظلالي محدقاً في التشعبات الجلدية في كفي المرتعش وفي ذلك اليوم، آمنت أن بها قرى وأودية وشوارع وملايين من البشر وفي آخر ذلك النهار أصابني حزن الأبد وصرتُ فيه من العارفين لأني غسلت يدي في الوضوء وأخذهم الطوفان. كما قرأ ايضاً نص (صهيلٌ في العدم) في وقتٍ باكرٍ قبلَ أنْ يذهبَ الأولادُ للمدرسةِ يوماً ما.. سأموتُ سأَسْعُلُ كثيراً قبلَ الموتِ وسأَكْتُبُ في دفترِ أصغرِهِمْ قبلَ ليلةٍ : يا أصحابَ الصورِ في مِحْفَظتي اِرْعَوا خِرافَكُمْ فوقَ وِسادتي وأطْعِمُوها زرعةَ نعناعي فلن أشربَ الشايَ بعد اليومِ وانتَْبِهُوا ! لا تَرْبُطُوا حصاني في الاسطبلاتِ اُتْرُكُوهُ يهربْ صَوْبَ السُّفُوحِ البعيدةِ تفتَرِسُهُ الذئابُ ويموتُ معي أمتطِيهِ ونقطعُ العدمَ صَوْبَ مناماتِ أمي في الربيعِ. تجدر الإشارة إلى أن الشاعر صالح زمانان، له حضور بارز على الصعيد المحلي والخليجي والعربي، وينحدر من تاريخ مسرحي. شارك في العديد من المهرجانات الشعرية والمسرحية. له من الإصدارات: ملحمة الأخذود – شعب النار والجنة، وملحمة ملوك الشعر والدماء، رصيف 7، والحفلة الأخيرة، نبوءات لوركا- مسرحية شعرية، وملهاة الصعاليك-مسرحية شعرية، البشكنجية، الحارسفي الثقب، رأس الفجيعة-أصابعه في الضحك، نصوص مترجمة إلى الإسبانية، عن بيت الشعر الكوستاريكي وجامعة كوستاريكا.