أبدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، خلال اجتماعٍ أمس في أمستردام، استعدادهما ل «بذل جهود أكبر» لدعم حكومة وفاقٍ وطني في ليبيا. وأفادت وزيرة الخارجية الأوروبية، فيدريكا موغيريني، بجاهزية الاتحاد والحلف ل «تقديم كل الدعم الممكن بما في ذلك في القطاع الأمني» إلى حكومة وحدة وطنية يُنتظَر تشكلها في طرابلس «بمجرد أن تبدأ هذه الحكومة في العمل كما نأمل». بدورها؛ أقرَّت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دي ليين، لدى وصولها إلى العاصمة الهولندية ب «تحوُّل الأراضي الليبية إلى معقل لتنظيم داعش». وتناغماً مع إحصاء أمريكي صدر أمس الأول عن مسؤول في «البنتاغون»؛ قدَّر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، عدد مقاتلي التنظيم الإرهابي في ليبيا بما بين 3 و5 آلاف. واعتبرت الوزيرة الألمانية أن تمركز هؤلاء في مدينة سرت «450 كلم شرق طرابلس» يزيد الضغوط من أجل تشكيل حكومة وفاق وطني «يمكنها أن تحدد للأسرة الدولية بوضوح ماهية المساعدة التي تحتاج إليها». واجتمع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي صباح أمس في أمستردام للتباحث بشأن الوضع في ليبيا بدعوةٍ من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبورغ. أعقب ذلك اجتماع آخر لوزراء خارجية دول الاتحاد ال 28. وكان الاتحاد أعرب منذ ربيع 2015 عن استعداده لمساعدة حكومة وفاق وطني في طرابلس على فرض سلطتها على كل الأراضي الليبية من خلال تقديم حزمة مساعدات بقيمة 100 مليون يورو. وفي منتصف ديسمبر الماضي؛ وقَّع أعضاء من البرلمان الليبي المعترف به دوليّاً «ومقره طبرق في الشرق» والبرلمان الموازي غير المعترف به «ومقره طرابلس في الغرب» اتفاقاً في المغرب بإشراف الأممالمتحدة. ونص الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني توحِّد السلطات المتنازعة في بلدٍ غني بالنفط. وعرض الاتحاد الأوروبي مقترحات عدة من بينها مهمة لتأمين المواقع الحساسة مثل المطارات والمباني الحكومية ومراقبة تطبيق وقف إطلاق نار محتمل، أو انتشار بحري قبالة السواحل. وتزامناً مع الحل السياسي بوساطة أممية؛ انطلقت عملية «صوفيا» العسكرية الأوروبية في البحر المتوسط لردع مهربي اللاجئين إلى إيطاليا. لكن العملية لا تتمتع بصلاحية التدخل بشكل أكبر بالقرب من السواحل الليبية، إذ تحتاج إلى ترخيص من السلطات وتفويض من الأممالمتحدة. في هذا السياق؛ كشفت موغيريني عن بدء الاتحاد الأوروبي منذ فترة بحث الخيارات المتعلقة بالمراحل المقبلة ل «صوفيا». وفي تصريحاتٍ له؛ اعتبر ستولتنبورغ أن تزايد نفوذ «داعش» في ليبيا يؤكد ضرورة الدعم الكامل للجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي و«التوصل إلى وقف إطلاق النار والاتفاق حول حكومة وفاق وطني؛ لأن ذلك سيكون أيضاً خطوة أولى مهمة لمحاربة الإرهابيين». وأفصح ستولتنبورغ عن استعداد «شمال الأطلسي» للمساعدة في بناء مؤسسات دفاعية «من خلال إرسال مستشارين ومدربين إلى ليبيا»، متداركاً «لكن ذلك يجب أن يتم بموجب طلب من حكومة وفاق وطني». ويُعقَد في مقر الحلف في بروكسل الخميس المقبل اجتماعٌ لوزراء دفاع الدول ال 26 المشاركة في الحملة العسكرية ضد «داعش» في سوريا والعراق. ويشارك ممثلون عن الحكومة العراقية في الاجتماع الذي سيُخصَّص لاستعراض الحملة العسكرية ضد التنظيم وسبل تكثيفها.